تاريخ ضريح همايون (Humayun tomb)
- البداية: تم بناء ضريح همايون بأمر من بيغا بيجوم، زوجة الإمبراطور المغولي همايون، في عام 1565، بعد تسع سنوات من وفاة الإمبراطور. استمر البناء حتى عام 1572 تحت إشراف ابنه، الإمبراطور أكبر.
- دفن الإمبراطور: قبل أن يُنقل جثمان همايون إلى الضريح، دُفن في موقعين مختلفين. أولاً دُفن في قصره في دلهي، ثم نُقل إلى البنجاب بعد هجوم الملك الهندوسي هيمو على مدينة دلهي.
- الإهمال والتجديد: بعد الانتهاء من بناء الضريح، نُقل اهتمام المغول إلى مدينة أجرا، ما أدى إلى إهمال الضريح واستخدام حدائقه للزراعة لمئات السنين. خلال الفترة الاستعمارية البريطانية، تم تغيير طراز هذه الحدائق، ولكن في عام 1903، أُعيد العمل على استعادة الشكل الأصلي للحدائق.
- أضرار التقسيم: بعد تقسيم الهند عام 1947، تعرض الضريح لأضرار بسبب إقامة مخيمات للاجئين حوله. استمر إهمال المعلم حتى تم تصنيفه كموقع تراثي عالمي من قبل اليونسكو، مما أدى إلى تمويل مشروع تجديد وترميم شامل. نتج عن ذلك ترميم الضريح وإعادة تأهيل المساحات الخضراء المحيطة به، بما في ذلك زراعة آلاف الأشجار وإنشاء شبكة توزيع مياه في القنوات.
تصميم مقبرة همايون
عند الدخول إلى مقبرة همايون، يلاحظ الزائر أن الانطباع الأول هو أنها قصر فاخر وليس مجرد ضريح. يتميز التصميم بطراز معماري مزيج من الفارسي والهندي، وتم تكليف المهندس المعماري ميراك ميرزا غياس، الذي كان من أصل فارسي، بتصميم الضريح. ومع ذلك، توفي غياس قبل الانتهاء من البناء، فقام ابنه سيد محمد بإكمال المشروع.
أهم خصائص التصميم:
- الطراز المعماري: يجمع التصميم بين العناصر الفارسية والهندية، مما يخلق مزيجًا فنيًا فريدًا.
- الهيكل: يتميز الضريح بمبنى رئيسي ضخم يعلوه قبة مهيبة، محاط بحدائق منظمة.
- الحدائق: محاط الضريح بحدائق منتظمة تتضمن قنوات مائية، تعكس التخطيط الفارسي للحدائق.
- المواد: استخدم في البناء الحجر الرملي الأحمر، وهو ما يميز التصميم بجماله وأناقة التفاصيل.
يعد ضريح همايون واحدًا من أبرز المعالم المعمارية في الهند، ويعتبر مثالاً بارزًا على الدمج بين الطرز المعمارية المختلفة، مما يجعله معلمًا تاريخيًا وثقافيًا مهمًا.
تصميم حديقة ضريح همايون
نمط التصميم:
- طراز چهار باغ (Charbagh): حديقة ضريح همايون مصممة على نمط الأربع حدائق، المستوحى من وصف حدائق الجنة في القرآن الكريم. هذا النمط يقسم الحديقة إلى أربعة أجزاء متساوية، تفصلها ممرات وقنوات مياه تتقاطع وتلتقي في نوافير موزعة في الاتجاهات الأربعة حول الضريح.
- التقسيم: كل جزء من الأجزاء الأربعة مقسم إلى 8 أجزاء مربعة، مما يتسبب في وجود 32 حديقة صغيرة في المساحة بأكملها.
- الحدود: يحيط بالحدائق ثلاث جدران عالية من ثلاثة جوانب. أما الجانب الرابع فقد كان يحده نهر اليامونا، ولكن تغير مسار النهر فيما بعد.
- البوابات: يوجد للضريح بوابتان؛ البوابة الرئيسية على الجدار الجنوبي، والأخرى على الجدار الغربي.
تصميم الضريح
القاعدة:
- الارتفاع والأبعاد: الضريح مبني على قاعدة مرتفعة يبلغ ارتفاعها 7 أمتار وعرضها 91 مترًا.
- الأعمدة: القاعدة محاطة بسلسلة من الأعمدة المقوسة من الجهات الأربعة.
- القبور السفلية: تحت هذه القاعدة توجد قبور مخصصة للنبلاء والعمال.
مواد البناء:
- الحجر الرملي الأحمر: استخدم كمواد أساسية في بناء الضريح.
- الرخام الأبيض: أضاف لمسة من الفخامة إلى التصميم.
القبب:
- القبة الرئيسية في ضريح همايون هي واحدة من أبرز عناصر التصميم المعماري. تتألف القبة من قبة مزدوجة بارتفاع 42.5 مترًا، وهي مستوحاة من الطراز الفارسي في العمارة. القبة المزدوجة تعكس تأثير الطراز الفارسي التقليدي، حيث تتميز بتصميمها الكبير والمتقن الذي يضيف لمسة من الفخامة على الضريح.تتمتع القبة بتفاصيل معمارية رائعة، تشمل النقوش والزخارف التي تعكس الطابع الهندي والفارسي، مما يخلق تباينًا جميلًا بين الألوان والأنماط ويعزز من جمال المبنى ككل.
- القبب الصغيرة التي تحيط بالقبة الرئيسية في ضريح همايون تُعرف بـ “Chhatri”، وهي مستوحاة من الطراز الهندي في العمارة.Chhatri تعني “المظلات” باللغة الهندية، وتتميز بشكلها المميز الذي يشبه المظلة. هذه القبب الصغيرة تتوج القبة الرئيسية وتضيف لمسة من الأناقة والتفرد للضريح، حيث تتناثر حول القبة الكبيرة وتساهم في خلق تأثير بصري مذهل.تصميم Chhatri يعكس الفن الهندي التقليدي، ويكمل بشكل جميل التداخل بين الطراز الفارسي والهندي في المعمارية العامة للضريح، مما يعزز من جاذبية الضريح وجماله.
الواجهات:
- الأقواس والإيوانات: تتميز الواجهات الأربعة للضريح بأقواس مرتفعة وإيوان كبير مقبب (الإيوان هو قاعة أو مساحة مستطيلة خلف البوابة في كل جهة من الجهات الأربعة).
القاعة الرئيسية:
- الوصول: يمكن الدخول إلى القاعة الرئيسية عبر البوابة الجنوبية.
- التصميم الداخلي: القاعة الرئيسية مثمنة الأضلاع وتعلوها القبة المزدوجة. تحتوي على ممرات تصل إلى غرف ثانوية مثمنة الأضلاع أيضًا، تحتوي على قبور أخرى للعائلة الحاكمة، بما في ذلك قبور زوجات همايون.
يعتبر ضريح همايون مثالاً بارزاً على المزج بين الطرازين الفارسي والهندي، ويعكس مستوى عالٍ من الفخامة والتصميم المعماري الفريد.
