هل نقص الحديد يسبب هبوط السكر

أكثر ما يهم مريض السكر هو التعرف على الأطعمة التي تؤثر على نسبة السكر في الدم، سواء بالارتفاع أو بالانخفاض. لكن هناك عوامل أخرى تؤثر أيضًا على مستوى السكر في الدم، منها عنصر الحديد.

لا يقتصر أهمية الحديد على أداء الوظائف الحيوية في الجسم فقط، بل يلعب دورًا في تنظيم نسبة السكر في الدم. نقص الحديد يمكن أن يؤدي إلى خفض نسبة السكر في الدم. كما أوضحت الأبحاث العلمية أن زيادة نسبة الحديد في الدم تؤدي إلى زيادة نسبة الجلوكوز، والعكس صحيح.

يساعد عنصر الحديد في تنشيط الخلايا، مما يساهم في أداء أعضاء الجسم لوظائفها بشكل صحيح.

تتعدد الدراسات التي قام بها العلماء للتأكد من علاقة الحديد بانخفاض نسبة السكر في الدم، وهو ما يجيب على سؤال المقال حول ما إذا كان نقص الحديد يسبب هبوط السكر.

أشارت الدراسات العلمية إلى وجود علاقة بين عنصر الحديد ونسبة السكر في الدم. أوضحت هذه الدراسات أن تناول مقدار 5 ميليجرام من الحديد يوميًا وبشكل مستمر قد يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسكري بمعدل ثلاث مرات.

أثبتت بعض الأبحاث العلمية أن الأنسجة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الحديد تؤثر على عملية الأيض للسكر في العضلات أو الهيكل العظمي. كما توصلت الأبحاث إلى وجود علاقة بين الإصابة بالاصطباغ الدموي وزيادة فرص الإصابة بالسكري.

من أسباب الإصابة بالاصطباغ الدموي هو امتصاص الجسم لكميات كبيرة من الحديد. وتدعم التبرع بالدماء هذه العلاقة؛ فعندما يتبرع الشخص بدمه، يشعر باختلال التوازن والدوار، وإذا تم قياس نسبة السكر في هذا الوقت، فإنها تكون منخفضة.

بعد الإجابة على سؤال المقال حول ما إذا كان نقص الحديد يسبب هبوط السكر، وتأكيد الدراسات على أن نقص الحديد يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر، يمكننا القول إن العلاقة بين عنصر الحديد ونسبة السكر في الدم قد تكون إما طردية أو عكسية.

عندما يزيد مستوى الحديد في الجسم، قد يتناسب هذا طرديًا مع نسبة السكر في الدم، حيث يؤدي ارتفاع نسبة الحديد إلى زيادة معدل السكر في الدم.

من ناحية أخرى، يمكن أن تكون العلاقة بين الحديد المتراكم في الجسم ونسبة السكر في الدم عكسية. فعندما تتزايد نسبة الحديد المتراكم في الجسم، قد يؤدي ذلك إلى قلة إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس، مما يتسبب في انخفاض مستوى السكر في الدم.

الشعور بالتعب والإجهاد باستمرار هو من أكثر أعراض نقص الحديد شيوعًا. يحدث هذا بسبب نقص الأكسجين والطاقة التي تحتاجها عضلات الجسم وأنسجته نتيجة لعدم توفر الهيموجلوبين في الدم. يعمل القلب بشكل مضاعف لنقل الدم الحامل للأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم، مما قد يؤدي إلى الشعور بالإجهاد، والحالة المزاجية السيئة، وضعف التفكير والتركيز.

من أبرز أعراض نقص الحديد أيضًا البشرة الشاحبة، خصوصًا في المنطقة الداخلية للجفن السفلي، وذلك بسبب نقص الهيموجلوبين الذي يمنح خلايا الدم اللون الأحمر. يتأثر لون الشفة الداخلية واللثة والجفون والأظافر، مما قد ينذر بالإصابة بالأنيميا الحادة أو المتوسطة.

عندما ينخفض معدل الهيموجلوبين في الدم، يقل الأكسجين الضروري لعضلات الجسم وأنسجته، مما يجعل من الصعب أداء الأنشطة اليومية ويؤدي إلى انقطاع التنفس أو تسارعه للحصول على الأوكسجين الكافي.

ضعف وجفاف الشعر والجلد هو أيضًا من أعراض نقص الحديد، حيث يتأثر الشعر ويسبب تساقطه، ويتعرض الجلد للجفاف. كما يعاني الشخص من الصداع والدوار نتيجة لقلة الأكسجين في الدماغ، مما يؤدي إلى تورم الأوعية الدموية في الرأس ويشعر المريض بالصداع والدوخة المستمرة.

تورم وحرقة الفم واللسان من علامات نقص الحديد أيضًا، حيث قد يظهر اللسان ملونًا أو ملساء، ويمكن أن يتعرض الفم للتشققات والجفاف والالتهاب. وأخيرًا، ضعف الأظافر وتغير ملامحها، حيث تصبح الأظافر ضعيفة وتظهر كالمعلقة.