كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية
إحدى الأسباب الرئيسية التي تدفع الشخص للنوم لفترات أطول بعد التعرض لجلطة دماغية هو الشعور بالمرض والتعب الشديد. هذا يجعل الرغبة في النوم تزداد، خصوصًا خلال فترات النهار. في الحالة الطبيعية، يستخدم العقل حوالي 20% من طاقته الإجمالية، لكن هذه النسبة تُستهلك بشكل أكبر أثناء فترة التعافي من آثار الجلطة الدماغية. هذا يؤدي إلى انخفاض مستوى الطاقة المتبقية في الدماغ أثناء اليقظة، مما يسبب شعورًا دائمًا بالنعاس والرغبة في النوم.
على الرغم من أن المريض الذي نجا من السكتة الدماغية يقضي وقتًا طويلاً في النوم، سواء في النهار أو الليل، إلا أنه قد لا يحصل على الراحة الكافية التي يحتاجها، بغض النظر عن شدة الجلطة. من الضروري أن نأخذ في الاعتبار أن النوم خلال النهار يمكن أن يؤثر بشكل كبير على النشاطات اليومية والأداء المعرفي والوظيفي للمريض.
فوائد النوم بعد التعرض للسكتة الدماغية
لا يمكن إنكار أن النوم العميق للناجين من السكتة الدماغية مفيد جدًا في مرحلة التعافي التي تلي التعرض للسكتة مباشرة. فالعقل يكرس معظم طاقته وموارده للمساعدة في الشفاء من الأضرار التي لحقت به نتيجة السكتة الدماغية في تلك الفترة.
كما أن النوم أثناء الليل، والذي يمتد لفترة طويلة، يساعد العقل في معالجة المعلومات الحركية، مما يؤدي إلى حدوث طفرات خاصة بالأنشطة العصبية في الدماغ. تعرف هذه الطفرات باسم طفرات النوم، حيث يقوم الدماغ بنقل الذكريات المتعلقة بالحركة من الذاكرة قصيرة المدى إلى الفص الصدغي، الذي بدوره يحولها إلى ذكريات طويلة المدى.
وبالتالي، نجد أن النوم العميق يعزز قدرة المرضى الناجين على استعادة الحركة وقوة العضلات المناسبة، حيث يعاني معظم هؤلاء المرضى من مشاكل في الحركة بعد السكتة الدماغية. لذا، يُعتبر النوم العميق محفزًا مهمًا للمرضى لاستعادة قدراتهم الحركية ويشجعهم على الحصول على قسط وافر من النوم.
ظاهرة النعاس والنوم بالنهار للمصابين بالجلطة
بالرغم من الأهمية الكبيرة للنوم بعد الجلطة الدماغية، يعاني بعض المصابين من مشكلة تعرف بالنعاس الشديد أثناء النهار. عادةً، تنخفض نسبة النوم لدى هؤلاء الأفراد بعد مرور أسابيع قليلة من الإصابة بالجلطة. ومع ذلك، تستمر المشكلة لدى حوالي 30% من المصابين لأكثر من 6 أشهر. إذا استمرت هذه الحالة لفترة طويلة وبدأت تؤثر على نشاط المريض وممارسته للتمارين الخاصة بإعادة التأهيل، يجب اللجوء إلى الطبيب المختص فورًا للبحث عن حلول سريعة وفعالة للعلاج.
أخطار تفاقم ظاهرة النعاس
قد يحدث انقطاع في التنفس الانسدادي النومي، والذي يعني التوقف عن التنفس بصورة طبيعية أثناء النوم. وغالبًا ما يرتبط هذا الأمر بصوت شخير شديد. تتسبب هذه التوقفات في نقص حاد في وصول الأكسجين إلى كافة أعضاء الجسم، خاصة الدماغ، وذلك لبضع ثوانٍ قليلة.
هذا يعني أن المريض لا يتوقف عن التنفس بشكل كلي، ولكن يحدث نقص في نسبة الأكسجين بنسبة محددة. يمكن أن تحدث هذه الحالة مرات عديدة أثناء النوم، مما يجعل النوم شبه مستحيل بالنسبة للمريض. تؤدي هذه الحالة إلى إرهاق شديد وتعب، مما يتسبب في انهيار كبير في الجهاز العصبي. كما يمكن أن يتسبب في نوبات من الاكتئاب، مما يزيد من شعور المريض بالتعب والنعاس المستمر.
كل هذه العوامل تجعل نسبة الشفاء لمريض الجلطة الدماغية صعبة جدًا. لذا، يجب التعرف على الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور الدائم بالنعاس خلال النهار، ومعالجتها بأسرع وقت من خلال التشخيص السليم للحالة من قبل الطبيب المختص.
أعراض النوم الكثير بعد الجلطة الدماغية
- الشعور الدائم بالقلق.
- فقدان حاد في الشهية.
- مشاكل كثيرة في الذاكرة.
- الأرق بشكل مجهد.
- حدة في المزاج وكذلك سرعة في الانفعال.
- ضعف شديد في الإدراك وكذلك بطء أثناء الكلام.
علاج كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية
ذكرنا سابقًا أن النوم بشكل كبير بعد التعرض للجلطة الدماغية ليس أمرًا مقلقًا، لكنه قد يقلل من نسبة الشفاء، حيث تنخفض فعالية تمارين التأهيل. هناك العديد من الطرق العلاجية للتعامل مع هذه المشكلة، بدءًا بعلاج المشكلات المرضية التي تسببها، وهي الخطوة الأولى التي يبدأ بها الطبيب المختص.
إذا كان المريض يعاني من انقطاع النفس أثناء النوم بشكل متقطع، فيمكن استخدام قناع جهاز تحسين التنفس الذي يوفر التهوية اللازمة للتعامل مع هذه المشكلة. أما إذا كان يعاني من الاكتئاب، فهناك العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب التي تعزز النشاط لدى مريض الجلطة الدماغية
Post Views: 64