محتويات
سبب ظهور الحصوة في الحالب
الحصوة في الحالب هي جزء من حصوات الكلى التي تنتقل من الكلية إلى الحالب، وهو الأنبوب الذي ينقل البول من الكلى إلى المثانة. حين تتكون الحصوات في الكلى وتبقى جزء منها عالقاً في الحالب، تبدأ الأعراض في الظهور وتزداد المضاعفات نتيجة انسداد هذا المسار الحيوي للبول.
تتشكل حصوات الحالب نتيجة لتراكم المعادن والأملاح في الكلى، حيث تتبلور هذه المواد بمرور الوقت وتشكل الحصوات. عند محاولة الحصوة المرور عبر الحالب، قد تعلق هناك بسبب حجمها الكبير أو شكلها غير المناسب، مما يسبب ألماً شديداً واضطرابات في المسالك البولية.
مراحل نزول الحصوة من الحالب
عندما تتشكل الحصوة في الكلى وتبدأ رحلتها للنزول إلى المثانة، تمر بعدة مراحل، كل مرحلة مصحوبة بأعراض وألم شديد. نشرح هذه المراحل بالتفصيل كالتالي:
المرحلة الأولى: تكوين الحصوة في الكلى والضغط على الحالب
في هذه المرحلة، تبدأ الحصوات بالتشكل نتيجة تراكم الأملاح والمعادن في الكلى. يحدث زيادة في تدفق الدم إلى الكلى، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الحالب. تتراكم الحصوات قرب مدخل الحالب، مما يعيق مرور البول ويؤدي إلى تنشيط الألياف العصبية الحسية في الكلى والحالب، مما يسبب الشعور بالألم الحاد المعروف بـ “المغص الكلوي”. هذه المرحلة قد تستمر من ساعة إلى ساعة ونصف، ويكون الألم شديداً جداً ويصاحبه تقلصات حادة في منطقة الكلى.
المرحلة الثانية: انتقال الحصوة إلى الحالب
في هذه المرحلة، تبدأ الحصوة بالتحرك من الكلى إلى الحالب. على الرغم من أن تدفق الدم إلى الكلى يقل تدريجياً، إلا أن الضغط على الحالب يزداد، مما يسبب نوبات ألم حادة في منطقة أسفل البطن والحوض، وقد يمتد الألم إلى الأعضاء التناسلية مثل الخصية لدى الرجال أو الشفرتين لدى النساء. هذه المرحلة قد تستمر لساعات وقد تصل أحياناً إلى خمس ساعات.
خلال هذه المرحلة، قد تظهر أعراض إضافية تشمل القيء والغثيان، وزيادة التبول مع الشعور بعدم الراحة أثناء التبول، وربما وجود دم في البول نتيجة لتهيج جدار الحالب. أحياناً، يمكن أن تُشخص الأعراض بشكل خاطئ على أنها التهاب في المسالك البولية، مما قد يستدعي تناول المضادات الحيوية قبل التشخيص النهائي.
المرحلة الثالثة: انتقال الحصوة إلى المثانة
عندما تستمر الحصوة في التحرك عبر الحالب، يُفرز الجسم مواد مثل البروستاغلاندين التي تزيد من انقباضات الحالب لدفع الحصوة باتجاه المثانة. يتسبب هذا في توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى الكلى، مما يزيد من إنتاج البول وبالتالي يساعد في تمرير الحصوة إلى المثانة.
مع انخفاض الضغط على الكلى، يبدأ تدفق البول في الانخفاض تدريجياً، مما يخفف من الألم المرتبط بمرور الحصوة. عند هذه المرحلة، يمكن أن تخرج الحصوة بشكل طبيعي مع البول.
عوامل تؤثر على سرعة نزول الحصوة من الحالب
توجد عدة عوامل تؤثر على مدى سرعة خروج الحصوة من الحالب، منها:
1. حجم الحصوات
يلعب حجم الحصوة دوراً رئيسياً في مدى سهولة وسرعة خروجها من الحالب. الحصوات الصغيرة تمر بسهولة أكبر وأسرع من الحصوات الكبيرة. إليك بعض الإحصائيات المتعلقة بسرعة مرور الحصوات وفقاً لحجمها:
- 80% من الحصوات التي تكون أقل من 4 ملليمترات تمر من تلقاء نفسها خلال 31 يوماً.
- 60% من الحصوات التي يتراوح حجمها بين 4 و6 ملليمترات تمر خلال 45 يوماً.
- 20% من الحصوات التي يزيد حجمها عن 6 ملليمترات تستغرق حتى 12 شهراً للخروج من الجسم.
2. موقع ومكان الحصوات
موقع الحصوة يلعب دوراً مهماً في سهولة نزولها. على سبيل المثال، الحصوات الموجودة بالقرب من المثانة تكون أسهل في النزول من الحصوات التي تتواجد بالقرب من الكلى. نحو 79% من الحصوات القريبة من المثانة تمر دون الحاجة إلى تدخل طبي، بينما 48% من الحصوات التي تتشكل في بداية الحالب تحتاج إلى تدخل طبي.
نصائح لتسريع مراحل نزول الحصوات من الحالب
يمكن تسريع عملية نزول الحصوات من الحالب والتخفيف من حدة الألم باتباع بعض النصائح، ومنها:
- زيادة شرب السوائل: من الضروري شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل، خاصةً مشروبات الشعير والعصائر الحمضية مثل عصير الليمون والبرتقال التي تساعد في تكسير الحصوات وتسريع نزولها.
- اتباع نظام غذائي صحي: من المهم تجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من الأملاح والكالسيوم والبروتين لتقليل تكوين الحصوات. يجب أيضاً تناول الأطعمة الغنية بالألياف والخضروات التي تساهم في تحسين صحة الكلى.
- استخدام الكمادات الدافئة: يمكن وضع كمادات دافئة على المنطقة المصابة لتخفيف الألم. الدفء يساعد في تخفيف التقلصات وتحفيز العضلات لدفع الحصوة.
- مراجعة الطبيب عند الحاجة: إذا استمر الألم أو ظهرت أعراض أخرى مثل القيء المتكرر أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، يجب مراجعة الطبيب على الفور لتجنب مضاعفات أكثر خطورة مثل انسداد الحالب أو تلف الكلى.
الوقاية من تكون حصوات الحالب
لمنع تكون الحصوات في الحالب والكلى، يمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة:
- شرب الكثير من الماء: يساعد الحفاظ على الترطيب الجيد في تخفيف تركيز المواد التي تساهم في تكوين الحصوات.
- تجنب الأغذية الغنية بالأملاح والكالسيوم: الحد من تناول الأطعمة المالحة وتجنب مكملات الكالسيوم غير الضرورية يمكن أن يقلل من احتمالية تكوين الحصوات.
- النشاط البدني: ممارسة الرياضة بشكل منتظم يساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل فرص تكون الحصوات.