محتويات
هل درجة حرارة الجسم 35.5 طبيعية؟
تعتبر درجة حرارة الجسم مؤشرًا مهمًا على صحة الإنسان وحالته العامة. يختلف المعدل الطبيعي لدرجة حرارة الجسم بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك العمر، والمكان الذي يتم قياس درجة الحرارة منه، والوقت من اليوم، وحتى النشاط البدني الذي يقوم به الشخص. لذلك، فإن فهم متى تكون درجة حرارة الجسم 35.5 درجة مئوية طبيعية أو غير طبيعية يعتمد على السياق والعوامل المحيطة بالحالة.
المستويات الطبيعية لدرجة حرارة الجسم:
- الرضع: بالنسبة للرضع الذين تتراوح أعمارهم بين أيام قليلة وحتى أشهر، يعتبر المعدل الطبيعي لدرجة حرارة الجسم عند قياسها من الفم بين 35.5 و37.5 درجة مئوية. يتميز الأطفال حديثو الولادة بأن أجسامهم لا تكون مكتملة التنظيم الحراري بعد، وبالتالي قد تختلف درجة حرارة الجسم بسهولة.
- الأطفال (3-10 سنوات): في هذه الفئة العمرية، يتراوح المعدل الطبيعي لدرجة حرارة الجسم عند قياسها من الفم بين 35.5 و37.5 درجة مئوية، وعند قياسها من الأذن بين 36.1 و37.8 درجة مئوية.
- البالغين (11-65 سنة): بالنسبة للبالغين، تعتبر درجة الحرارة الطبيعية عند القياس من الفم بين 36 و37.6 درجة مئوية. وإذا تم القياس من الأذن، فإنها تتراوح بين 35.9 و37.6 درجة مئوية. أما إذا تم قياس درجة الحرارة من الشرج، فتتراوح بين 37 و38.1 درجة مئوية. بالنسبة للبالغين، يتراوح معدل حرارة الجسم تحت الإبط بين 35.2 و36.9 درجة مئوية.
- كبار السن (أكبر من 65 سنة): كبار السن قد يظهرون درجات حرارة أقل بقليل من الشباب، وتتراوح درجة الحرارة الطبيعية عند القياس من الفم بين 35.8 و36.9 درجة مئوية، ومن الأذن بين 35.8 و37.5 درجة مئوية. كما أن قياس درجة الحرارة من الشرج يبين درجات حرارة تتراوح بين 36.2 و37.3 درجة مئوية.
بناءً على هذه المعايير، يمكن القول بأن درجة حرارة الجسم 35.5 درجة مئوية قد تكون طبيعية إذا تم قياسها من بعض الأماكن مثل تحت الإبط أو في حالات الرضع والأطفال الصغار. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن درجة الحرارة الطبيعية للجسم تقدر عادة بـ 37 درجة مئوية، وهذه الدرجة هي المثلى التي تشير إلى أن أجهزة الجسم تعمل بكفاءة وبدون مشاكل.
العوامل التي تؤثر على درجة حرارة الجسم
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على درجة حرارة الجسم، مما يؤدي إلى اختلافها عن المعدل الطبيعي. ومن بين هذه العوامل:
- العمر: كما تم توضيحه سابقًا، تختلف درجة حرارة الجسم الطبيعية بناءً على العمر. الرضع والأطفال الصغار قد تظهر لديهم درجات حرارة منخفضة أو مرتفعة أكثر من البالغين. كما أن كبار السن غالبًا ما تكون لديهم درجات حرارة أقل.
- النشاط البدني: الأشخاص الذين يقومون بمجهود بدني شاق قد ترتفع لديهم درجة حرارة الجسم بشكل مؤقت.
- المكان الذي تقاس منه درجة الحرارة: يختلف المعدل الطبيعي حسب مكان القياس، فدرجة الحرارة من الفم أو تحت الإبط عادة ما تكون أقل من القياسات المأخوذة من الشرج أو الأذن.
- الوقت من اليوم: درجة حرارة الجسم تميل لأن تكون أقل في الصباح وأعلى في فترة ما بعد الظهر والمساء.
- الهرمونات: التقلبات الهرمونية، خاصة عند النساء، يمكن أن تؤثر على درجة حرارة الجسم. على سبيل المثال، درجة حرارة الجسم ترتفع بشكل طفيف خلال فترة التبويض.
أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم
عندما ترتفع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، يمكن أن يكون ذلك إشارة على أن الجسم يحاول محاربة عدوى أو التهاب. هناك العديد من الأسباب المحتملة لارتفاع درجة حرارة الجسم، بما في ذلك:
- العدوى الفيروسية أو البكتيرية: تعد العدوى السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع درجة الحرارة، مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، التهاب الحلق، أو التهاب المسالك البولية.
- تناول بعض الأدوية: يمكن لبعض الأدوية مثل المضادات الحيوية أو مضادات الهيستامين أن تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة كأحد الآثار الجانبية.
- الصدمة الحرارية: التعرض لأشعة الشمس الشديدة أو البقاء لفترات طويلة في بيئة حارة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، فيما يعرف بالضربة الحرارية.
- الحالات الصحية الأخرى: بعض الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل أو فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن تسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة.
أسباب انخفاض درجة حرارة الجسم
على الجانب الآخر، يمكن أن يحدث انخفاض في درجة حرارة الجسم نتيجة لعدة أسباب أيضًا. من بين الأسباب الأكثر شيوعًا لانخفاض درجة الحرارة:
- التعرض للبرد الشديد: التواجد في بيئة باردة لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي.
- قصور الغدة الدرقية: يؤدي القصور في عمل الغدة الدرقية إلى انخفاض في عملية التمثيل الغذائي، مما يؤثر على قدرة الجسم على توليد الحرارة.
- العدوى: في بعض الحالات، يمكن أن تتسبب العدوى في انخفاض درجة حرارة الجسم، خاصة في حالات تسمم الدم الشديد أو الالتهاب الرئوي.
- بعض الأدوية: تناول مضادات الاكتئاب أو الأدوية المخدرة قد يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم كأحد الآثار الجانبية.
- سوء التغذية: يؤدي نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية لتوليد الطاقة إلى ضعف التمثيل الغذائي، مما قد يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم.
- السكتة الدماغية: يمكن أن يؤدي ضعف تدفق الدم إلى الدماغ أو تلف مراكز التحكم في الحرارة إلى انخفاض درجة حرارة الجسم.
أعراض انخفاض درجة حرارة الجسم
عندما تنخفض درجة حرارة الجسم بشكل غير طبيعي، قد تظهر عدة أعراض تدل على هذه الحالة. تشمل هذه الأعراض:
- الارتعاش والرجفة: يحاول الجسم توليد حرارة إضافية من خلال الارتعاش.
- ضعف التنفس: قد يلاحظ انخفاض في معدل التنفس أو صعوبة في التنفس.
- البرد الشديد: يشعر الشخص بالبرد الشديد حتى في الظروف العادية، وقد يرافقه الشعور بالتعب والإرهاق.
- فقدان التوازن: يتسبب انخفاض درجة الحرارة في ضعف التنسيق الحركي وفقدان التوازن.
- فقدان الذاكرة المؤقت: قد يعاني الشخص من ضعف في الذاكرة أو عدم القدرة على التركيز.
- النعاس المفرط: قد يشعر الشخص بالنعاس الشديد وعدم القدرة على البقاء مستيقظًا.
- فقدان الوعي: في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي انخفاض درجة حرارة الجسم إلى فقدان الوعي.
الإسعافات الأولية عند انخفاض درجة حرارة الجسم
إذا لاحظت أن شخصًا يعاني من أعراض انخفاض درجة حرارة الجسم، يمكنك تقديم الإسعافات الأولية حتى يتم الوصول إلى الرعاية الطبية المناسبة:
- نقل الشخص إلى مكان دافئ: حاول إخراج الشخص من البيئة الباردة إلى مكان دافئ، سواء كان ذلك داخل مبنى أو داخل سيارة.
- التدفئة: ضع الشخص تحت بطانيات دافئة لتقليل فقدان الحرارة. تجنب استخدام مصادر حرارة مباشرة مثل المدافئ الساخنة لتجنب حدوث صدمة حرارية.
- إزالة الملابس المبللة: إذا كانت ملابس الشخص مبللة، يجب تغييرها إلى ملابس جافة ودافئة.
- استخدام كمادات دافئة: ضع كمادات دافئة على مناطق الجسم الأساسية مثل الرقبة، الصدر، والفخذين.
- تقديم مشروبات دافئة: إذا كان الشخص واعيًا، يمكنك تقديم مشروبات دافئة ومحلاة للمساعدة في رفع درجة حرارة الجسم.
- الإنعاش القلبي الرئوي (CPR): في حالة فقدان الوعي أو توقف التنفس، يجب القيام بعملية الإنعاش القلبي الرئوي على الفور حتى وصول المساعدة الطبية.
تحذيرات عند تدفئة الجسم
توجد بعض التحذيرات التي يجب الانتباه إليها عند محاولة تدفئة شخص يعاني من انخفاض درجة الحرارة:
- تجنب الماء الساخن: لا يجب وضع الشخص في حمام ساخن مباشرةً، حيث قد يؤدي ذلك إلى صدمة حرارية ويضر بالقلب.
- تجنب تدفئة الأطراف: البدء في تدفئة الأطراف قد يسحب الدم البارد إلى القلب، مما يسبب مشاكل في الدورة الدموية.
- لا تقدم الكحول أو السجائر: تناول الكحول أو تدخين السجائر يقلل من قدرة الجسم على الحفاظ على الحرارة.
استجابة الجسم لتغير درجة الحرارة
عندما ترتفع أو تنخفض درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، يستجيب الجسم بآليات فسيولوجية للتكيف مع التغير:
- في حالة ارتفاع الحرارة: تتسع الأوعية الدموية لزيادة تدفق الدم إلى الجلد، مما يساعد على تبريد الجسم من خلال التعرق. عندما يتبخر العرق، تنخفض درجة حرارة الجسم.
- في حالة انخفاض الحرارة: تضيق الأوعية الدموية للحفاظ على الحرارة في الأعضاء الحيوية، ويبدأ الجسم في الرجفة أو الارتعاش لزيادة إنتاج الحرارة.