ارتفاع السكر عند الشخص الطبيعي: أسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه
يعد ارتفاع السكر في الدم مشكلة شائعة قد تصيب الأشخاص الطبيعيين، حيث يعاني منها الكثير من الناس حول العالم. على الرغم من أن ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم يُعتبر عادةً علامة على الإصابة بمرض السكري، إلا أن هناك حالات يرتفع فيها مستوى السكر بشكل مؤقت لدى الأشخاص الأصحاء نتيجة لعوامل عدة. في هذا المقال، سنتناول أسباب ارتفاع السكر لدى الشخص الطبيعي، معدلات السكر الطبيعية حسب العمر، وأعراض ارتفاع السكر، إلى جانب نصائح للتعامل مع هذه الحالة.
كيف يعمل الجلوكوز في الجسم؟
عندما يتناول الإنسان الطعام، يتم هضم الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي وتحويلها إلى جلوكوز. الجلوكوز هو السكر الأساسي الذي يستخدمه الجسم كمصدر للطاقة، ويتم توزيعه في مجرى الدم بمساعدة هرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس. وظيفة الأنسولين هي مساعدة الخلايا على امتصاص الجلوكوز وتحويله إلى طاقة. إذا حدث خلل في هذه العملية، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم.
إذا ارتفع الأنسولين بشكل مفرط، قد ينخفض مستوى السكر في الدم بشكل كبير، وهذا يعرف بـ نقص السكر في الدم. وعلى النقيض، إذا انخفض مستوى الأنسولين أو لم يقم بعمله بشكل صحيح، فإن مستوى السكر في الدم سيرتفع، حتى عند الأشخاص الذين لا يعانون من السكري.
معدل السكر الطبيعي في الدم عند الشخص الطبيعي
يختلف معدل السكر الطبيعي في الدم من شخص لآخر بناءً على العمر، النظام الغذائي، النشاط الجسدي، والعديد من العوامل الأخرى. كما يتغير مستوى السكر في الدم على مدار اليوم بناءً على توقيت تناول الطعام أو النشاط الجسدي الذي يقوم به الشخص.
معدلات السكر حسب العمر:
- الأشخاص دون 30 عامًا: المعدل الطبيعي للسكر في الدم يتراوح بين 70 إلى 140 ملغم/دل بعد تناول الطعام.
- الأشخاص من 30 إلى 50 عامًا: المعدل الطبيعي يتراوح بين 70 إلى 150 ملغم/دل.
- الأشخاص فوق 50 عامًا: يرتفع المعدل قليلاً، ويتراوح بين 70 إلى 160 ملغم/دل.
مستوى السكر عند الصيام
عندما يكون الشخص صائمًا (لم يأكل لمدة 8 ساعات على الأقل)، يتم قياس مستوى الجلوكوز فيما يعرف بـ جلوكوز بلازما الصائم (Fasting Plasma Glucose – FPG). هذا القياس يعطي فكرة عن كيفية تعامل الجسم مع الجلوكوز أثناء الراحة وعدم تناول الطعام.
- المعدل الطبيعي للسكر عند الصيام: يتراوح بين 70 إلى 100 ملغم/دل.
- إذا كان مستوى السكر بين 100 و125 ملغم/دل: يُعتبر الشخص في مرحلة ما قبل السكري، مما يعني أنه أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري إذا لم يتخذ خطوات للحفاظ على مستوى السكر.
- إذا كان مستوى السكر أعلى من 126 ملغم/دل: قد يُشير ذلك إلى الإصابة بمرض السكري.
أسباب ارتفاع السكر عند الشخص الطبيعي
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم لدى الأشخاص الطبيعيين، منها:
- تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات: تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات (مثل الخبز، الأرز، المعكرونة، والحلويات) يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، خاصة إذا كان الشخص لا يمارس النشاط البدني الكافي لحرق السعرات الحرارية الزائدة.
- قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يؤدي إلى تراكم السكر في الدم، حيث أن العضلات لا تستهلك الجلوكوز بشكل كافٍ لتحويله إلى طاقة.
- التوتر والقلق: القلق والتوتر يزيدان من إفراز الكورتيزول والأدرينالين، وهما هرمونان يؤديان إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم كجزء من استجابة الجسم للضغط النفسي.
- الدورة الشهرية عند النساء: التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحيض يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في مستوى السكر في الدم.
- تناول بعض الأدوية: بعض الأدوية، مثل الستيرويدات أو مضادات الاكتئاب، قد تؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم كأحد الآثار الجانبية.
- ممارسة التمارين الرياضية الشديدة: على الرغم من أن التمارين الرياضية تعد مفيدة للصحة، إلا أن النشاط البدني القوي والمكثف يمكن أن يسبب ارتفاعًا مؤقتًا في مستوى السكر في الدم، خاصة إذا كان الشخص لا يتناول الطعام بانتظام.
أعراض ارتفاع السكر عند الشخص الطبيعي
إذا ارتفع مستوى السكر في الدم بشكل غير طبيعي، قد تظهر عدة أعراض قد تشير إلى وجود مشكلة في التحكم بمستوى الجلوكوز. من بين هذه الأعراض:
- الشعور المستمر بالعطش: الشخص قد يشعر بالعطش المتزايد نتيجة فقدان الجسم للسوائل بسبب ارتفاع السكر في الدم.
- التبول المستمر: الجسم يحاول التخلص من الجلوكوز الزائد عن طريق زيادة إنتاج البول، مما يؤدي إلى زيادة التبول.
- الصداع المتكرر: ارتفاع مستوى السكر يمكن أن يؤدي إلى الصداع والإحساس بالتعب.
- صعوبة في التركيز: ارتفاع السكر يؤثر على وظائف الدماغ مما يجعل التركيز أكثر صعوبة.
- الإرهاق والتعب المستمر: حتى مع الحصول على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن يشعر الشخص بالتعب بسبب عدم استغلال الجسم للجلوكوز بشكل صحيح.
- فقدان الوزن بشكل غير مبرر: قد يفقد الشخص الوزن بشكل ملحوظ إذا لم يتمكن الجسم من استخدام الجلوكوز كوقود ويبدأ في حرق الدهون بدلاً من ذلك.
نصائح عند ارتفاع مستوى السكر في الدم
إذا ارتفع مستوى الجلوكوز في الدم لدى الشخص الطبيعي، يمكن اتباع بعض الخطوات السريعة لتقليل مستوى السكر في الدم وتحسين الصحة العامة:
- تناول جرعة سريعة من الأنسولين: في حالة ارتفاع السكر بشكل كبير، قد يحتاج الشخص إلى تناول جرعة أنسولين سريعة المفعول بعد استشارة الطبيب.
- ممارسة التمارين الرياضية: النشاط البدني يساعد الجسم على استهلاك الجلوكوز الزائد في الدم وتحويله إلى طاقة. يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي أو ركوب الدراجة.
- شرب كميات كبيرة من الماء: يساعد الماء على تخفيف نسبة السكر في الدم عن طريق تعزيز عملية التبول وإخراج الجلوكوز الزائد من الجسم. يُنصح بشرب حوالي 10 أكواب من الماء يوميًا عند ملاحظة ارتفاع في مستوى السكر.
- التحكم في الإجهاد: يجب التحكم في مستويات التوتر عن طريق ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا، حيث إن التوتر قد يزيد من ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات: تقليل تناول الكربوهيدرات وخاصة السكريات البسيطة مثل الحلويات والمشروبات الغازية يمكن أن يساعد في منع ارتفاع مستوى السكر.
اختبار قياس السكر في الدم
لمعرفة مستوى السكر في الدم بدقة، يمكن القيام بـ اختبار سكر الدم باستخدام الأجهزة المخصصة لقياس الجلوكوز. يمكن القيام بهذا الاختبار في العيادات الطبية أو حتى في المنزل باستخدام جهاز قياس السكر الشخصي. يُنصح الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع متكرر في السكر بمتابعة مستوى الجلوكوز بانتظام وتسجيل النتائج لمراجعتها مع الطبيب.