محتويات
المعدل الطبيعي لتأخر الدورة الشهرية
الدورة الشهرية هي جزء أساسي من صحة المرأة، وتتكرر عادةً بشكل منتظم لدى أغلب النساء. في العادة، تكون الدورة الشهرية منتظمة كل 28 يومًا، لكن قد يختلف هذا المعدل من امرأة إلى أخرى بناءً على عوامل صحية وبيولوجية. يتراوح المعدل الطبيعي للدورة الشهرية بين 21 إلى 35 يومًا، وهذا يعني أن بعض النساء قد يعانين من دورات أطول أو أقصر. يتم حساب الدورة الشهرية من اليوم الأول لنزول الحيض وحتى اليوم الأول من الدورة التالية.
من الطبيعي أن تحدث بعض التأخيرات البسيطة في موعد الدورة الشهرية، مثل التأخر أو التقديم بيوم أو يومين، وهذا لا يستدعي القلق. لكن إذا تأخرت الدورة الشهرية لفترة تزيد عن 45 يومًا أو انقطعت لأشهر، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى استشارة الطبيب. قد يشير تأخر الدورة الشهرية لمدة 6 أشهر إلى اضطراب هرموني أو صحي يتطلب التدخل الطبي.
أسباب تأخر الدورة الشهرية لمدة 6 شهور
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية أو انقطاعها لفترة طويلة مثل 6 شهور. من هذه الأسباب ما هو متعلق بالنظام الغذائي، ومنها ما هو ناتج عن تغيرات في نمط الحياة أو أمراض مزمنة. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة:
1. التوتر والإجهاد
التوتر والإجهاد هما من أكثر الأسباب شيوعًا لتأخر الدورة الشهرية. عندما يتعرض الجسم للإجهاد العاطفي أو الجسدي الشديد، يتأثر الجهاز العصبي والغدد الصماء، مما يؤدي إلى اضطراب في الهرمونات. التوتر يؤثر على جزء من الدماغ يسمى الوطاء (hypothalamus)، وهو الجزء المسؤول عن تنظيم العديد من وظائف الجسم بما في ذلك الدورة الشهرية. إذا استمر التوتر لفترة طويلة، قد يؤدي إلى اضطراب الدورة أو انقطاعها تمامًا.
2. انخفاض الوزن أو اضطراب الطعام
انخفاض الوزن الشديد أو الإصابة باضطرابات الطعام مثل فقدان الشهية العصبي قد يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية. النساء اللاتي يعانين من نقص حاد في الوزن قد لا تكون لديهن طاقة كافية لدعم الوظائف الأساسية للجسم، بما في ذلك إنتاج الهرمونات اللازمة للدورة الشهرية. عندما ينخفض مستوى الدهون في الجسم بشكل كبير، قد تتوقف الدورة كجزء من استجابة الجسم للحفاظ على الموارد.
3. الإصابة بالسمنة المفرطة
على الجانب الآخر، السمنة المفرطة أيضًا يمكن أن تسبب تأخر الدورة الشهرية. تؤدي السمنة إلى زيادة مستوى الدهون في الجسم، وهذا يمكن أن يسبب اختلالًا في الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية، مثل هرمون الأستروجين. هذا الاختلال الهرموني قد يؤدي إلى انقطاع أو تأخر الدورة. لذا من المهم أن تحافظ النساء على وزن صحي لتجنب هذه المشكلة.
4. الإصابة بتكيس المبايض
تكيس المبايض هو حالة شائعة تؤثر على العديد من النساء ويمكن أن تسبب تأخرًا في الدورة الشهرية. في حالة تكيس المبايض، ينتج الجسم كميات زائدة من هرمونات الذكورة مثل هرمون الأندروجين. هذه الزيادة في هرمونات الذكورة تؤدي إلى اضطرابات هرمونية وتؤثر على عملية الإباضة، مما يتسبب في تأخر أو انقطاع الدورة الشهرية.
5. حبوب منع الحمل
استخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمونات مثل الأستروجين والبروجستيرون قد يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية أو حتى انقطاعها. تعمل هذه الحبوب على تثبيط إنتاج البويضات وتنظيم الدورة الشهرية، لكن قد يؤدي استخدامها لفترة طويلة إلى اضطرابات في مواعيد الدورة. قد تستمر هذه الاضطرابات لفترة تصل إلى 6 أشهر بعد التوقف عن استخدام الحبوب حتى يعود الجسم إلى حالته الطبيعية.
6. الإصابة بالأمراض المزمنة
الأمراض المزمنة مثل مرض السكري أو الاضطرابات الهضمية المزمنة قد تؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية. هذه الأمراض تؤثر على الهرمونات وعملية التمثيل الغذائي في الجسم، مما يؤدي إلى انقطاع الدورة أو تأخرها لفترة طويلة.
7. سن اليأس
النساء اللواتي تقترب أعمارهن من سن اليأس، الذي يبدأ عادةً بين 45 و55 عامًا، قد يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية. مع اقتراب سن اليأس، يقل إنتاج هرمونات الأستروجين والبروجستيرون، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة وتأخرها. في بعض الحالات، قد يحدث انقطاع مبكر للدورة الشهرية لدى النساء في الأربعينات، مما يدل على أنهن يدخلن في مرحلة سن اليأس.
8. مشاكل الغدة الدرقية
تلعب الغدة الدرقية دورًا كبيرًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي وإنتاج الهرمونات. إذا كانت هناك مشكلة في الغدة الدرقية، سواء كانت قصورًا أو فرطًا في النشاط، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على الدورة الشهرية. النساء اللاتي يعانين من مشكلات في الغدة الدرقية قد يواجهن تأخيرًا في الدورة الشهرية لمدة تصل إلى 6 أشهر بسبب اختلال التوازن الهرموني.
طرق طبيعية لتنظيم نزول الدورة الشهرية
بالإضافة إلى العلاجات الطبية، هناك بعض الوسائل الطبيعية التي يمكن أن تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتحسين صحتها العامة. هذه الطرق قد تكون فعالة في الحالات التي يكون التأخير فيها ناتجًا عن عوامل غير مرضية، مثل التوتر أو السمنة:
1. تناول فاكهة البابايا غير الناضجة
البابايا تعتبر من الفواكه الطبيعية التي تلعب دورًا مهمًا في تحفيز نزول الدورة الشهرية. تعمل البابايا على زيادة تدفق الدم إلى الرحم وتحفيز تقلصاته، مما يساعد في تنظيم مواعيد الدورة.
2. تناول الكركم
الكركم هو من الأعشاب الطبيعية التي تتميز بخصائصها المهدئة والمضادة للالتهابات. يساعد تناول الكركم على تنظيم هرمونات الجسم ويقلل من الالتهابات التي قد تؤدي إلى تأخير الدورة. يُنصح بتناول مشروب الكركم بانتظام لتحسين صحة الجهاز التناسلي.
3. تناول الكمون
الكمون هو مكون طبيعي آخر يساعد في تنظيم الدورة الشهرية. يمكن تحضير مشروب الكمون الدافئ وتناوله يوميًا للمساعدة في تنظيم الدورة وتحفيز تدفق الدم.
4. الحفاظ على نمط حياة صحي
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول الطعام الصحي يساعدان في الحفاظ على وزن مثالي، مما يسهم في تنظيم الهرمونات والدورة الشهرية. الابتعاد عن العادات غير الصحية مثل التدخين وتجنب الإجهاد يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة الدورة.
نصائح للتحكم في تأخر الدورة الشهرية
- مراقبة الوزن: الحفاظ على وزن صحي يلعب دورًا كبيرًا في تنظيم الدورة الشهرية. السمنة أو النحافة الشديدة يمكن أن تؤثر على الإباضة وتسبب تأخر الدورة.
- مراقبة مستويات التوتر: إدارة التوتر من خلال تقنيات مثل التأمل، واليوغا، وتمارين التنفس يمكن أن يساعد في تنظيم هرمونات الجسم وتقليل احتمالات تأخر الدورة الشهرية.
- تناول نظام غذائي متوازن: يجب على النساء الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تساعد في تنظيم الدورة مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم.
- استشارة الطبيب بانتظام: إذا استمر تأخر الدورة الشهرية لأكثر من 45 يومًا أو انقطعت تمامًا لمدة 6 أشهر، فمن المهم مراجعة الطبيب لتحديد الأسباب والعلاج المناسب.