أسباب تأخر الدورة عند المراهقات

29 سبتمبر 2024
أسباب تأخر الدورة عند المراهقات

أسباب تأخر الدورة الشهرية عند المراهقات: العوامل والأعراض والعلاج

الدورة الشهرية تعد جزءًا حيويًا وطبيعيًا من مراحل نمو الفتيات، حيث تمثل علامة على البلوغ ونضوج الجسم. لكن قد تعاني الفتيات المراهقات من تأخر الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، وهو أمر قد يسبب القلق للفتاة وعائلتها. تأخر الدورة الشهرية عند المراهقات يعد شائعًا وقد يحدث لعدة أسباب تتعلق بالجسم والعوامل البيئية.

في هذا المقال، سنناقش أسباب تأخر الدورة الشهرية عند المراهقات بشكل مفصل، وسنستعرض أيضًا الأعراض المرتبطة بتأخر الدورة الشهرية، بالإضافة إلى الطرق العلاجية المتاحة والإرشادات الوقائية.

متى تبدأ الدورة الشهرية عند الفتيات؟

عادةً ما تبدأ الدورة الشهرية لدى الفتيات بين سن 12 إلى 15 عامًا، ومع ذلك قد تبدأ في وقت أبكر أو لاحق حسب العوامل الوراثية والهرمونية. في بعض الحالات، قد تتأخر الدورة الشهرية حتى سن 16 عامًا دون وجود مشكلة صحية تستدعي القلق. لكن في حال تجاوزت الفتاة هذا السن دون ظهور علامات الحيض، يُنصح بمراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.

أسباب تأخر الدورة الشهرية عند المراهقات

1. العامل الوراثي

العامل الوراثي يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد وقت بدء الدورة الشهرية. إذا كانت الأم أو قريبات الفتاة قد تعرضن لتأخر في بدء الدورة الشهرية عند البلوغ، فمن المحتمل أن تتأخر الدورة عند الفتاة أيضًا. هذا التأخر الوراثي قد يكون طبيعيًا ولا يشير إلى مشكلة صحية، ولكنه يظل من المهم متابعة الحالة مع الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى.

2. السمنة

تعتبر السمنة من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية لدى المراهقات. الزيادة الكبيرة في نسبة الدهون في الجسم تؤثر بشكل مباشر على الهرمونات، حيث أن الدهون تلعب دورًا في إنتاج الإستروجين، وهو هرمون رئيسي في تنظيم الدورة الشهرية. زيادة الوزن تؤدي إلى اضطرابات هرمونية قد تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية، كما أن السمنة تزيد من احتمالية الإصابة بـ تكيس المبايض، والذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لعدم انتظام الدورة.

3. النحافة الزائدة أو فقدان الوزن المفاجئ

على الجانب الآخر، يمكن أن تؤدي النحافة الزائدة أو فقدان الوزن السريع إلى تأخر الدورة الشهرية أو توقفها بشكل مؤقت. الجسم يحتاج إلى نسبة معينة من الدهون للحفاظ على التوازن الهرموني، ونقص هذه الدهون يؤدي إلى انخفاض في إنتاج الهرمونات اللازمة لتنظيم الدورة الشهرية. هذه الحالة قد تكون شائعة بين الفتيات اللاتي يتبعن نظامًا غذائيًا صارمًا أو يعانين من اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي.

4. ممارسة التمارين الرياضية المكثفة

ممارسة الرياضة المكثفة بانتظام قد تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، خاصةً إذا كانت الفتاة تمارس أنشطة رياضية شاقة مثل الجري لمسافات طويلة، رفع الأثقال، أو الباليه. هذه الأنشطة تتطلب حرق كمية كبيرة من السعرات الحرارية، مما يقلل من نسبة الدهون في الجسم ويؤثر سلبًا على إنتاج الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية. هذا السبب شائع بين الرياضيين والمشاركين في الرياضات التنافسية.

5. اضطرابات الغدد التناسلية

تؤدي اضطرابات الغدد التناسلية إلى خلل في إفراز الهرمونات الجنسية، مما يؤثر على انتظام الدورة الشهرية. هذه الاضطرابات قد تشمل قصور الغدد التناسلية، وهي حالة ينتج فيها الجسم كميات غير كافية من الهرمونات اللازمة لنضوج الجهاز التناسلي. قد تصاب الفتيات أيضًا باضطرابات في الغدة الدرقية، التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الأيض والهرمونات.

6. إصابات الدماغ أو الأورام

في بعض الحالات النادرة، قد تكون إصابات الدماغ أو الأورام في الغدة النخامية أو تحت المهاد (الهيبوثالاموس) هي السبب في تأخر الدورة الشهرية. هذه الإصابات تؤثر على قدرة الدماغ على إرسال إشارات هرمونية صحيحة لتنظيم الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى تأخرها أو غيابها.

7. الأمراض المزمنة

الأمراض المزمنة مثل التليف الكيسي أو مرض السكري تؤثر على صحة الجسم بشكل عام وقد تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية. هذه الأمراض تؤثر على الأيض وإفراز الهرمونات، مما يؤثر بدوره على الدورة الشهرية. يجب على الفتيات المصابات بهذه الأمراض مراقبة الدورة الشهرية عن كثب والتحدث مع الطبيب في حال حدوث تأخير أو اضطراب.

8. التعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي

إذا تعرضت الفتاة للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي لعلاج السرطان، فقد يؤثر ذلك على المبايض ووظائف الغدد. قد تتأخر الدورة الشهرية أو تتوقف بشكل كامل خلال فترة العلاج وبعدها، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تعود الدورة بعد انتهاء العلاج.

9. الضغط العصبي والتوتر

يعد الضغط العصبي والتوتر من العوامل المؤثرة بقوة على التوازن الهرموني. إذا كانت الفتاة تعاني من قلق مستمر أو توتر ناتج عن الدراسة أو الحياة الاجتماعية، فقد يتأثر جهازها الهرموني ويؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية.

أعراض تأخر الدورة الشهرية عند المراهقات

عند تأخر الدورة الشهرية، قد تظهر على الفتاة بعض الأعراض الجسدية والنفسية التي قد تشير إلى وجود مشكلة. من بين هذه الأعراض:

  • ألم أسفل البطن: قد تشعر الفتاة بألم في منطقة البطن، سواء في الجانب الأيمن أو الأيسر.
  • زيادة في نمو الشعر: يمكن أن تظهر شعيرات خشنة في مناطق غير معتادة مثل حول السرة أو الوجه.
  • الصداع المزمن: بعض الفتيات قد يعانين من الصداع المتكرر.
  • جفاف المهبل: تأخر الدورة قد يؤدي إلى جفاف في منطقة المهبل.
  • إفرازات غير طبيعية: قد تلاحظ الفتاة إفرازات بنية من الثدي.
  • حب الشباب: قد يظهر حب الشباب بشكل ملحوظ على الوجه نتيجة التغيرات الهرمونية.
  • مشاكل في الرؤية: قد تكون هذه الأعراض ناتجة عن اضطرابات في الغدد الصماء.

علاج تأخر الدورة الشهرية عند المراهقات

تعتمد خطة العلاج لتأخر الدورة الشهرية على السبب الرئيسي. إليك بعض الخيارات العلاجية المتاحة:

1. العلاج الهرموني

في حال كان تأخر الدورة ناتجًا عن اضطرابات هرمونية، قد يصف الطبيب علاجًا هرمونيًا يعتمد على الهرمونات الصناعية للمساعدة في تنظيم الدورة. هذا العلاج يمكن أن يكون فعالًا في استعادة التوازن الهرموني وتحسين صحة الفتاة.

2. علاج تكيس المبايض

إذا كان السبب هو تكيس المبايض، قد يصف الطبيب دواء الميتفورمين الذي يساعد في تنظيم الإنسولين، وهذا العلاج يستخدم عادة في حالات تكيس المبايض لتحسين انتظام الدورة الشهرية.

3. حبوب منع الحمل

في بعض الحالات، يمكن للطبيب أن يصف حبوب منع الحمل لتنظيم الهرمونات وتحفيز الدورة الشهرية. هذا العلاج قد يكون فعالًا للفتيات اللاتي يعانين من اضطرابات هرمونية مزمنة.

4. التدخل الجراحي

في الحالات النادرة التي لا تستجيب فيها الفتاة للعلاجات الدوائية، قد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي لحل المشكلة.

إرشادات للوقاية من تأخر الدورة الشهرية

لتجنب تأخر الدورة الشهرية والحفاظ على صحة الجهاز التناسلي، يمكن اتباع بعض الإرشادات البسيطة:

  • ممارسة الرياضة بشكل معتدل: يمكن ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي أو اليوجا لمدة نصف ساعة يوميًا لتحسين الدورة الدموية.
  • الحفاظ على الوزن المثالي: تجنب السمنة أو النحافة الشديدة يساعد في الحفاظ على انتظام الدورة الشهرية.
  • الراحة النفسية: تقليل الضغط النفسي والتوتر من خلال ممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء.
  • تناول الطعام الصحي: اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل الحديد والكالسيوم يساعد في تنظيم الدورة الشهرية.
  • تجنب الوجبات السريعة: الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات الفارغة يمكن أن يحسن من صحة الجسم بشكل عام.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى