محتويات
استمرار ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال
استمرار ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال
إن استمرار ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال ليس مرضًا في حد ذاته، بل هو عرض يشير إلى وجود مشكلة أو مرض آخر. يحدث ارتفاع درجة الحرارة عندما يختل توازن منظم الحرارة في جسم الطفل، مما يؤدي إلى زيادة حرارة الجسم بعد أن كانت طبيعية.
آلية ارتفاع درجة الحرارة:
تتواجد بعض المراكز في الدماغ، تحديدًا في منطقة ما تحت المهاد، والتي تقوم بتنظيم وقياس والتحكم في درجة حرارة الجسم. عندما تتأثر هذه المراكز بسبب إصابة الطفل ببعض الفيروسات أو البكتيريا الضارة، يرتفع مستوى حرارة الجسم.
- درجة الحرارة الطبيعية:
تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية عادةً حول 37 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت). - إشارات الدماغ:
عند حدوث عرض أو مرض يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم، يرسل الدماغ إشارات للجسم تشير إلى أن درجة الحرارة قد ارتفعت. وهذا يعمل كتحذير للطفل ليأخذ احتياطه.
استجابة الجسم:
في هذه الحالة، يعمل الجسم على المحافظة على درجة حرارة طبيعية عن طريق استجابة متعددة، مثل:
- تعرق الجسم: يساعد في خفض درجة الحرارة.
- زيادة معدل التنفس: للمساعدة في تبريد الجسم.
- تغيير سلوكيات الطفل: مثل البحث عن أماكن باردة.
إذا استمرت حرارة الجسم في الارتفاع أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الإعياء أو فقدان الشهية، فمن الضروري استشارة الطبيب لتحديد السبب وراء هذا الارتفاع وبدء العلاج المناسب.
أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال المتكرر
يستجيب الجهاز المناعي للطفل بشكل تلقائي ومباشر عند تعرض الجسم لأحد الأمراض، ومن الأسباب التي تؤدي إلى استمرار ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال:
- الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية: حيث تصاحب العدوى أعراض مثل التقلصات، وسيلان الأنف، ومغص البطن.
- الإفراط في تناول الطعام: يمكن أن يؤدي إلى حكة في الأمعاء، مما يساهم في ارتفاع درجة الحرارة.
- التطعيمات: قد تظهر على الطفل أعراض مشابهة لتلك الناتجة عن المرض الذي تم التطعيم ضده، بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة.
- ارتفاع الحرارة أثناء التسنين: يُعتبر من الأسباب الشائعة لارتفاع الحرارة لدى الأطفال والرضع الذين يبدؤون التسنين، ولكن غالبًا ما يكون ارتفاعًا طفيفًا مقارنةً بالعدوى أو التطعيمات.
- التهابات: مثل التهابات الأذن أو الرئة أو الجلد أو الحلق أو المثانة أو الكلى، حيث يمكن أن ترفع هذه الالتهابات درجة الحرارة بشكل ملحوظ.
- آثار الإدمان: تشمل تناول الكحوليات والمخدرات، حيث تؤدي هذه المواد إلى ارتفاع درجة الحرارة.
- الإصابة بالأورام الخبيثة: يمكن أن تؤدي الأورام الموجودة في أجزاء مختلفة من الجسم إلى ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة، بالإضافة إلى الجلطات الدموية والعديد من الأمراض التي تؤثر على الجهاز المناعي.
- التهابات المفاصل والروماتويد: تشمل أيضًا مرض التهاب الأمعاء، والقولون، والكبد، وغيرها من التهابات الجهاز الهضمي.
- اضطرابات هرمونية: مثل زيادة نشاط بعض الغدد، خاصة الغدة الدرقية، مما يمكن أن يسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة.
استمرار ارتفاع درجة الحرارة لمدة خمسة أيام وأكثر عند الأطفال
قد تكون هناك أسباب تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم لبضع ساعات أو يوم، مثل التطعيمات أو الالتهابات. هذه الارتفاعات عادة ما تخف حدتها بمجرد زوال السبب، كالتهابات معينة أو معالجة آثار التطعيم والتسنين.
ومع ذلك، فإن استمرار ارتفاع درجة الحرارة لمدة أسبوع أو حتى خمسة أيام أو أكثر بشكل متواصل يُعتبر أمرًا خطيرًا. في هذه الحالة، يجب التدخل الطبي فورًا لتحديد سبب ارتفاع درجة الحرارة، خاصة إذا لم يكن هناك أسباب ظاهرة لذلك، لتجنب المخاطر التي قد تهدد حياة الطفل.
من المعروف أن الحد الأقصى لدرجة الحرارة الطبيعية لدى الأطفال هو 38 درجة مئوية، بينما ارتفاع درجة حرارة الطفل إلى 40 درجة مئوية يشير إلى تجاوز الحد المقبول، مما ينذر بخطورة كبيرة على صحة الطفل.
أعراض ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال
تتضمن الأعراض التي قد تشير إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى الأطفال ما يلي:
- التعرق الغزير: مع الشعور بالدوار وعدم الراحة.
- الرعشة والقشعريرة: حيث يشعر الطفل برعشة في جميع أنحاء الجسم، خاصة في الأطراف.
- صداع شديد: مصحوب بآلام حادة في العضلات.
- فقدان الشهية: بالإضافة إلى التهيج، الجفاف، وعدم الراحة.
- الضعف العام: قد يترافق مع القيء والإسهال أحيانًا، خاصة إذا كانت الأسباب مرتبطة بمشاكل في الجهاز الهضمي.
- الطفح الجلدي: الذي قد يظهر نتيجة تحسس الجسم تجاه بعض الأدوية أو العلاجات.
كم تستمر الحرارة عند الأطفال؟
يجب ألا يستمر ارتفاع درجات الحرارة لدى الأطفال دون سن السنتين لأكثر من يوم واحد، بينما يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أيام للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن العامين أو ثلاثة أعوام. إذا استمر الارتفاع لأكثر من خمسة أيام دون أسباب واضحة، أو حتى في حالات العدوى الفيروسية أو البكتيرية، فإن ذلك قد يشير إلى مشكلة أكبر.
يمكن ملاحظة بعض الأعراض التي تدل على خطورة الحالة، مثل ظهور طفح جلدي بدون سبب واضح، أو التهابات في الحلق والأذن. من المهم أيضًا مراقبة السوائل التي يتناولها الطفل، حيث إن استرجاع السوائل مع ارتفاع الحرارة وظهور علامات الجفاف يُعتبر علامة غير عادية تستدعي تدخل طبي فوري.
تشمل الأعراض الخطيرة الأخرى شحوب الجلد أو زراق الشفاه، والصداع المستمر، وزراق الأظافر أو اللسان، وصعوبة في التنفس، أو تصلب الرقبة، بالإضافة إلى ألم أثناء التبول. جميع هذه العلامات تشير إلى حالة طبية خطيرة تحتاج إلى علاج عاجل ورفع مستوى الطوارئ.
الوقاية من ارتفاع درجات الحرارة
تمثل ارتفاع درجات الحرارة صراعًا بين الجهاز المناعي للجسم والفيروسات والعدوى البكتيرية التي تهاجم الجسم.
لتجنب الإصابة بارتفاع درجات الحرارة، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
- غسل اليدين وتعقيمها: يجب غسل اليدين بانتظام وتعليم الأطفال أهمية ذلك.
- تناول الأطعمة النظيفة: من الضروري تناول المأكولات والفاكهة النظيفة وتجنب اللعب بالأشياء والألعاب الملوثة.
- تجنب اللعب مع الحيوانات: يُفضل عدم اللعب مع الحيوانات، حيث قد تكون محملة بالميكروبات والفيروسات المعدية.
- تجنب ملامسة الوجه: يجب عدم ملامسة الأنف أو الأذن أو العينين أو الفم لتقليل خطر نقل الفيروسات والميكروبات إلى الجسم. كما يُنصح بحمل مطهر وتلقي التطعيمات بشكل منتظم.
- تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال: يُفضل عدم الاقتراب من الأشخاص المصابين بأمراض تسبب ارتفاع درجة الحرارة مثل الإنفلونزا أو كورونا أو نزلات البرد.
- استشارة الطبيب: يجب الذهاب إلى الطبيب المختص إذا استمرت درجة الحرارة في الارتفاع ولم تهدأ.