علاج الترجيع عند الأطفال الكبار يُعدّ من القضايا الشائعة التي تواجه الأهل، خاصة أن الأطفال معرضون للعديد من الحالات الصحية التي قد تؤدي إلى التقيؤ أو الاستفراغ. وغالبًا ما يكون الترجيع عند الأطفال مسألة مؤقتة، تتحسن بشكل طبيعي مع مرور الوقت دون الحاجة إلى تدخل طبي. مع ذلك، في بعض الحالات قد يكون الأمر أكثر تعقيدًا ويتطلب متابعة طبية دقيقة، خاصة إذا كان الترجيع مستمرًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الحمى أو الإسهال.
محتويات
أهمية التقييم الطبي عند الترجيع المستمر
على الرغم من أن معظم حالات الترجيع تنتهي من تلقاء نفسها، إلا أن الأطباء لا ينصحون بشكل عام باستخدام الأدوية لعلاج الترجيع عند الأطفال إلا في حالات محددة. يعود ذلك إلى عدم وجود أدلة كافية تدعم فعالية الأدوية المضادة للتقيؤ لدى الأطفال بشكل عام. ويركز الأطباء على العناية العامة بالطفل وتقديم الراحة له، حيث يُنصح عادةً بإبقاء الطفل في مكان هادئ ومريح، مع تعويض الفاقد من السوائل عن طريق الفم لضمان عدم الإصابة بالجفاف، خاصة إذا كان الترجيع مستمرًا.
في حالة الترجيع المتكرر أو المستمر، يُنصح أحيانًا بتعويض السوائل عن طريق الوريد تحت إشراف طبي، وذلك لتجنب مخاطر الجفاف التي قد تكون خطيرة. يُعتبر هذا النهج أكثر أمانًا للأطفال في كثير من الأحيان مقارنة بالأدوية، حيث أن معظم أدوية الترجيع ليست فعّالة إذا كان السبب وراءه عدوى فيروسية، وهي أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الترجيع عند الأطفال.
الأدوية المضادة للتقيؤ
في بعض الحالات، قد يضطر الأطباء إلى استخدام أدوية مضادة للتقيؤ، خاصة إذا كان الترجيع شديدًا أو مستمرًا لفترات طويلة. تُعرف هذه الأدوية باسم الأدوية المضادة للتقيؤ أو Anti-emetic، وهي تعمل على تعطيل المستقبلات العصبية التي تحفز الشعور بالغثيان والتقيؤ. ومع ذلك، يفضل عدم استخدام هذه الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب المختص، حيث يتم استخدامها فقط في حالات معينة مثل التقيؤ الناتج عن العلاج الكيميائي أو الشقيقة البطنية.
تعمل الأدوية المضادة للتقيؤ على تعطيل عمل الناقل العصبي المسؤول عن تحفيز التقيؤ والغثيان في الدماغ، مما يقلل من شدة الأعراض ويمنع استمرارها. ولكن يجب أن تتم هذه العلاجات تحت إشراف طبي، نظرًا لأن الأطفال قد يعانون من آثار جانبية نتيجة استخدام هذه الأدوية، بالإضافة إلى ضرورة تحديد الجرعات المناسبة لكل حالة على حدة.
تشخيص الأسباب المحتملة للترجيع
من الضروري دائمًا البحث عن الأسباب الكامنة وراء الترجيع المستمر عند الأطفال الكبار. في بعض الأحيان، قد يكون الترجيع ناتجًا عن مشكلة صحية أخرى تتطلب علاجًا محددًا. على سبيل المثال، إذا تم تشخيص الطفل بالإصابة بمرض الشقيقة البطنية أو متلازمة التقيؤ الدوري، فقد يكون من الضروري استخدام الأدوية المضادة للشقيقة بالتزامن مع الأدوية المضادة للتقيؤ. هذا النوع من التشخيص يتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا لمراقبة الأعراض وتحديد العلاج الأنسب.
في بعض الحالات الأخرى، قد يكون الترجيع نتيجة للتوتر والقلق. في مثل هذه الحالات، قد يوصي الأطباء بتطبيق علاجات سلوكية أو نفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي، حيث يساعد هذا النوع من العلاج في تخفيف حدة الأعراض النفسية التي قد تؤدي إلى التقيؤ.
العلاجات العشبية للترجيع عند الأطفال الكبار
يفضل الكثير من الناس اللجوء إلى العلاجات العشبية الطبيعية لعلاج الترجيع، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشكلات المتعلقة بالجهاز الهضمي. العلاجات العشبية شائعة الاستخدام لأنها تُعتبر آمنة في الغالب وفعالة في بعض الحالات لتخفيف الغثيان والتقيؤ. من الضروري هنا أن نذكر أنه يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأعشاب لعلاج الترجيع، خاصة عند الأطفال، وذلك للتأكد من أن هذه العلاجات مناسبة ولا تتداخل مع أي أدوية أخرى قد يتناولها الطفل.
ومن الأعشاب التي أثبتت فاعليتها في تخفيف الترجيع ما يلي:
- الزنجبيل: يُعد الزنجبيل من أقدم وأشهر الأعشاب المستخدمة في علاج الغثيان والتقيؤ، وهو غني بمركبات مثل جينجيرول وشايغول، التي تساعد على تهدئة المعدة. يمتلك الزنجبيل القدرة على تحسين حركة الأمعاء، مما يساهم في تقليل الغثيان والحد من تراكم السموم في الجهاز الهضمي.
- النعناع: يُعتبر النعناع من العلاجات الطبيعية الشائعة التي تساعد في تهدئة الجهاز الهضمي، حيث يحتوي على مركبات تهدئ المعدة وتقلل من الشعور بالغثيان. بالإضافة إلى ذلك، رائحة النعناع العطرية قد تساعد في تقليل الشعور بالتقيؤ.
- القرفة: القرفة من الأعشاب التي تحتوي على مواد تعمل على تهدئة عضلات الجهاز الهضمي، مما يساعد على تقليل الغثيان وتخفيف الألم المصاحب له. تناول مشروب القرفة الدافئ يمكن أن يساهم في تحسين الحالة بشكل عام.
- القرنفل: يحتوي القرنفل على مركبات تساعد في تهدئة المعدة وتحسين عملية الهضم. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم القرنفل في التخلص من الروائح الكريهة الناتجة عن التقيؤ.
- الهال: يُستخدم الهال منذ فترة طويلة في الطب التقليدي لعلاج مشاكل الهضم، بما في ذلك الغثيان والترجيع. يساعد تناول الهال في تخفيف حموضة المعدة وتقليل التشنجات.
- الحلتيت: هو نبات عشبي يُستخدم تقليديًا لعلاج مشكلات الجهاز الهضمي. يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما يجعله مفيدًا في حالات الترجيع الناتج عن العدوى.
- الريحان: يُعتبر الريحان علاجًا منزليًا فعّالًا لتخفيف التشنجات في المعدة وتقوية عضلات الجهاز الهضمي. يمتلك الريحان خصائص مضادة للتقلصات، مما يجعله مناسبًا للتخفيف من الغثيان والتقيؤ.
أسباب الترجيع عند الأطفال
عادةً ما يحدث الترجيع كنتيجة لتحفيز مركز التقيؤ في الدماغ، والذي يؤدي إلى تقلص العضلات في البطن والحجاب الحاجز بشدة خلال استرخاء المعدة. هذا التحفيز قد يحدث نتيجة لعدة عوامل، مثل:
- تحفيز النواقل العصبية في المعدة نتيجة لالتهاب أو تهيج في الجهاز الهضمي.
- وجود مواد كيميائية في الدم مثل الأدوية.
- المؤثرات النفسية مثل الروائح القوية أو المشاهد غير المريحة.
- دوار الحركة الذي يحدث نتيجة خلل في الأذن الوسطى.
ومن أبرز أسباب الترجيع عند الأطفال هو التهاب المعدة والأمعاء، وهو حالة تنتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية. الفيروسات المسببة لهذا الالتهاب تشمل فيروس الروتا والنورو فيروس، وهي من أكثر الفيروسات شيوعًا بين الأطفال. تبدأ الأعراض بعد فترة قصيرة من التعرض للفيروس وتشمل آلامًا في البطن وإسهالًا، بالإضافة إلى الترجيع. ورغم أن هذا المرض لا يستمر عادة لفترة طويلة، إلا أنه قد يكون مزعجًا جدًا للطفل ويحتاج إلى رعاية خاصة لتعويض السوائل المفقودة ومنع الجفاف.