أسباب نشفان الريق أثناء النوم

أسباب نشفان الريق أثناء النوم

نشفان الريق، المعروف أيضًا بجفاف الفم، هو حالة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص، وخاصة أثناء النوم. هذه الحالة تحدث عندما لا تنتج الغدد اللعابية ما يكفي من اللعاب للحفاظ على الفم رطبًا. يمكن أن يكون لهذا الأمر عدة أسباب مرتبطة بالعادات اليومية أو بحالات صحية محددة. في هذا القسم سنلقي نظرة على أهم الأسباب التي تؤدي إلى نشفان الريق أثناء النوم:

1. التنفس من الفم أثناء النوم

يعد التنفس من الفم أثناء النوم من الأسباب الشائعة لنشفان الريق، حيث يقل إنتاج اللعاب عندما يتنفس الشخص من فمه بدلاً من أنفه. يحدث ذلك عادة نتيجة لبعض الأسباب مثل:

• انسداد الأنف: قد يكون الانسداد الناتج عن حالات مثل نزلات البرد أو الحساسية أو مشاكل في الجيوب الأنفية سببًا رئيسيًا.
• انقطاع التنفس أثناء النوم: هذه الحالة تؤدي إلى توقف التنفس لثوانٍ أثناء النوم مما يجعل الشخص يتنفس من فمه.
• الحساسية: يمكن أن تؤدي الحساسية الموسمية أو الحساسية المزمنة إلى انسداد الممرات الأنفية، مما يجبر الشخص على التنفس من الفم.

2. الإصابة بمرض السكري

مرض السكري هو أحد الأسباب المعروفة لنشفان الريق أثناء النوم. يحدث ذلك عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى جفاف الجسم بشكل عام. بعض الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكري قد تؤدي أيضًا إلى هذه الحالة بسبب تأثيرها الجانبي المتمثل في خفض إنتاج اللعاب.

3. متلازمة شوجرن (Sjogren’s Syndrome)

متلازمة شوجرن هي أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر بشكل مباشر على الغدد اللعابية والدمعية. يؤدي هذا المرض إلى تقليل إنتاج اللعاب بشكل كبير، مما يؤدي إلى نشفان الريق أثناء النوم، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل:

• صعوبة في بلع الطعام: يحتاج الشخص إلى شرب السوائل باستمرار لمساعدة على البلع.
• ألم في منطقة الفم: قد يشعر الشخص المصاب بآلام في الفم نتيجة الجفاف.
• صعوبة في التحدث في الليل: قد يجد الشخص المصاب صعوبة في التحدث بسبب قلة اللعاب.

4. العلاج المستخدم في مرض السرطان

العلاجات المختلفة المستخدمة في علاج مرض السرطان، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، قد تؤدي إلى نشفان الريق. يؤثر العلاج الكيميائي على الغدد اللعابية بشكل مباشر، مما يقلل من إنتاج اللعاب. العلاج الإشعاعي الموجه إلى منطقة الرأس والعنق قد يسبب ضررًا دائمًا أو مؤقتًا للغدد اللعابية، مما يؤدي إلى انخفاض إفراز اللعاب.

5. مرض الزهايمر

الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر قد يعانون من نشفان الريق أثناء النوم، وذلك بسبب صعوبة تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل شرب السوائل. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يتمكن المريض من طلب المساعدة لشرب الماء أو تناول السوائل بانتظام، مما يزيد من خطر الجفاف.

6. الأدوية التي تؤدي إلى نشفان الريق

هناك العديد من الأدوية التي قد تسبب نشفان الريق كأثر جانبي، بما في ذلك:

• مدرات البول: مثل دواء فيوروسيمايد (Furosemide)، الذي يزيد من إنتاج البول مما يقلل من نسبة السوائل في الجسم.
• مضادات الاكتئاب: مثل أميتريبتيلين (Amitriptyline)، التي تؤثر على وظيفة الغدد اللعابية.
• الأدوية المنومة: التي تحتوي على مركبات دايفنهايدرامين (Diphenhydramine)، التي تقلل من إنتاج اللعاب.

7. قلة شرب السوائل

عدم تناول كمية كافية من الماء والسوائل طوال اليوم يؤدي إلى جفاف الجسم بشكل عام، مما يؤدي بدوره إلى نشفان الريق أثناء النوم. الجفاف الناتج عن قلة تناول السوائل يضعف قدرة الغدد اللعابية على إفراز اللعاب بشكل كافٍ.

8. التدخين

التدخين هو أحد الأسباب المعروفة التي تؤدي إلى تقليل إنتاج اللعاب في الفم، سواء أثناء النوم أو في اليقظة. المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تؤثر على الغدد اللعابية وتقلل من إفرازها للعاب.

9. اضطرابات نفسية

تعتبر بعض الحالات النفسية مثل القلق والتوتر والخوف من الأسباب التي تؤدي إلى جفاف الفم، وخاصة أثناء النوم. هذه الحالات النفسية تؤثر على توازن السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى تقليل إنتاج اللعاب.

10. استئصال الغدد اللعابية

في بعض الحالات، قد يُضطر الأطباء إلى استئصال الغدد اللعابية جراحيًا لعلاج بعض الحالات الصحية. يؤدي ذلك إلى انخفاض دائم في إنتاج اللعاب، مما يجعل الشخص يعاني من نشفان الريق باستمرار.

أعراض نشفان الريق أثناء النوم

قد تتراوح أعراض نشفان الريق من خفيفة إلى شديدة حسب الحالة. إليك أبرز الأعراض المرتبطة بهذه الحالة:

• الإحساس بوجود لزوجة في الفم: يشعر الشخص بأن الفم لزج أو جاف بشكل غير مريح.
• سماكة اللعاب: قد يصبح اللعاب أكثر كثافة أو خيطيًا.
• رائحة الفم الكريهة: قلة إنتاج اللعاب تؤدي إلى تراكم البكتيريا، مما يسبب رائحة كريهة في الفم.
• جفاف الحلق والتهاب: قد يشعر الشخص بجفاف في الحلق أو التهاب بسبب نقص اللعاب.
• تقرحات الفم: يمكن أن يتسبب الجفاف المستمر في ظهور تقرحات مؤلمة في الفم.
• تشقق الشفاه: الشفاه قد تصبح جافة ومتشققة نتيجة نقص الرطوبة في الفم.
• تغير في طعم الأطعمة: قد يواجه الشخص صعوبة في تذوق الأطعمة بشكل صحيح.

علاج نشفان الريق أثناء النوم بالطرق الطبيعية

توجد بعض العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من نشفان الريق أثناء النوم. إليك بعض الطرق الفعالة:

1. مضغ العلكة أو مص الحلوى الخالية من السكر

مضغ العلكة أو مص الحلوى الخالية من السكر يمكن أن يحفز إنتاج اللعاب ويخفف من الشعور بالجفاف في الفم.

2. تجنب الأطعمة الحارة والمالحة

الأطعمة الحارة أو المالحة قد تزيد من حدة جفاف الفم، لذا من الأفضل تجنبها قبل النوم.

3. الابتعاد عن المشروبات المحتوية على الكافيين

المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي تزيد من جفاف الجسم وتقلل من إنتاج اللعاب.

4. شرب كميات كافية من الماء

تناول كميات كافية من المياه طوال اليوم يساعد في الحفاظ على ترطيب الجسم ويقلل من جفاف الفم أثناء النوم.

علاج نشفان الريق أثناء النوم بالطرق الطبية

في الحالات الشديدة، قد يتطلب نشفان الريق أثناء النوم العلاج الطبي. إليك بعض الأساليب الطبية التي قد تساعد:

1. استخدام غسول خالٍ من الكحول

غسول الفم الذي يحتوي على الكحول يمكن أن يزيد من جفاف الفم، لذا يُنصح باستخدام غسول خالٍ من الكحول.

2. إجراء عملية الحاجز الأنفي

إذا كان السبب في جفاف الفم هو انحراف الحاجز الأنفي، فقد يقترح الطبيب إجراء عملية جراحية لتصحيح المشكلة.

3. استخدام أدوية لعلاج متلازمة شوجرن

في حال كان جفاف الفم ناتجًا عن متلازمة شوجرن، يمكن للطبيب وصف أدوية تزيد من إفراز اللعاب.

متى ينبغي الذهاب إلى الطبيب؟

قد يحتاج الشخص إلى زيارة الطبيب في حالة ظهور أعراض إضافية مع نشفان الريق، مثل:

• ألم في الفم أو عدم الراحة: إذا كانت الأعراض مؤلمة أو مزعجة.
• تقرحات الفم أو البقع: إذا ظهرت تقرحات أو بقع في الفم.
• تسوس الأسنان: إذا تسبب الجفاف في تسوس الأسنان أو تدهور صحة الفم.
• عدم القدرة على النوم: إذا كانت الحالة تؤثر على النوم أو الراحة.