محتويات
أسباب ارتفاع تحليل PTH وأعراضه وتشخيصه
يُعتبر تحليل هرمون الغدة الدريقية (PTH) أداة مهمة لتقييم صحة الغدد الجار درقية، والتي تلعب دوراً أساسياً في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم. في بعض الحالات، يمكن أن يُظهر هذا التحليل ارتفاعاً في مستوى الهرمون، وهو ما قد يشير إلى وجود مشكلات صحية تتعلق بالغدد الدريقية أو غيرها من الأعضاء. ومن المهم فهم الأسباب المحتملة لارتفاع هذا الهرمون، بالإضافة إلى الأعراض المرتبطة به، وكيفية التشخيص والعلاج.
أسباب ارتفاع تحليل PTH
1. تكوين الورم
يُعد تكوين الورم أحد العوامل الشائعة التي قد تؤدي إلى ارتفاع في تحليل PTH. قد يرتبط هذا الارتفاع بمتلازمات وراثية مثل متلازمة الصمّاوية المتعددة، التي تؤثر على وظائف الغدد الصماء المختلفة مثل الغدة البنكرياسية، النخامية، والدرقية. في بعض الحالات، قد يكون الورم حميدًا ولكنه يسبب فرط نشاط الغدد الجار درقية، مما يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون PTH.
2. قصور مزمن في الكلى
يُعتبر القصور الكلوي المزمن من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى فرط نشاط الغدة الجار درقية الثانوي. في هذه الحالة، قد تعمل الغدة الجار درقية بشكل طبيعي، لكن الجسم يفشل في استشعار الكالسيوم بشكل صحيح، مما يدفع الغدة لإفراز المزيد من هرمون PTH لتعويض هذا النقص. يؤدي هذا الخلل إلى زيادة مستويات الكالسيوم في الدم، مما يزيد من نسبة ارتفاع تحليل PTH.
3. العلاج بالإشعاع في الرقبة
يعتبر العلاج بالإشعاع من العوامل التي تؤدي إلى اضطرابات في الغدد الجار درقية. يتعرض المرضى الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي في منطقة الرقبة لخطر تلف الغدد، مما قد يتسبب في زيادة إفراز هرمون PTH. يُلاحظ هذا السبب في عدد محدود من المرضى، ولكنه يُعد أحد العوامل المؤثرة في بعض الحالات.
4. تقدم العمر
مع تقدم العمر، قد تحدث تغيرات طبيعية تؤدي إلى فرط نشاط الغدة الجار درقية، خاصة لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من هذا المرض. كما أن تقدم العمر قد يترافق مع ظهور أورام حميدة أو خبيثة في الغدد الأخرى مثل الغدة النخامية والغدة الكظرية، مما يزيد من احتمالية ارتفاع تحليل PTH.
أعراض ارتفاع تحليل PTH
عند ارتفاع مستوى هرمون PTH، قد يعاني الشخص من مجموعة متنوعة من الأعراض التي يمكن أن تتراوح بين الخفيفة والشديدة. ومن بين هذه الأعراض:
- الإرهاق الشديد والتعب المستمر: يشعر المريض بإرهاق دائم حتى بعد الراحة.
- الاكتئاب والتوتر: قد يؤثر ارتفاع PTH على الحالة النفسية للمريض، حيث يعاني من الاكتئاب والقلق لفترات طويلة.
- ألم في الجسم: يشعر الشخص المصاب بآلام شديدة في جميع أنحاء الجسم، وخاصة في العظام والمفاصل.
- آلام في الخاصرة: قد تشير آلام الخاصرة إلى وجود مشكلات في الكلى، مثل تكون الحصوات الناتجة عن ارتفاع مستوى الكالسيوم في الجسم.
- دم في البول: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكالسيوم إلى تكون حصوات في الكلى، مما قد يتسبب في نزول دم مع البول.
المضاعفات الصحية الناتجة عن ارتفاع PTH
في حال عدم تشخيص الحالة وعلاجها بشكل سريع، يمكن أن تتفاقم الأعراض وتؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل:
- الغثيان والقيء المتكرر: قد يعاني الشخص المصاب من اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- آلام شديدة في العظام: مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ارتفاع PTH إلى تآكل العظام، مما يزيد من الألم ويضعف البنية العظمية.
- العطش المستمر: يعاني الشخص من زيادة الرغبة في تناول الماء نتيجة للتأثيرات السلبية على توازن الكالسيوم في الجسم.
- زيادة عدد مرات التبول: نتيجة لزيادة مستويات الكالسيوم، قد يضطر الجسم للتخلص منه عبر البول، مما يزيد من عدد مرات التبول.
- الإمساك: قد يعاني المريض من الإمساك المفاجئ بسبب اضطرابات في توازن المعادن في الجسم.
- النسيان والهذيان: يمكن أن تؤدي مشكلات الكالسيوم إلى تأثيرات سلبية على الجهاز العصبي، مما يسبب نسيانًا وهذيانًا في الحالات الشديدة.
كيفية تشخيص ارتفاع PTH
تتم عملية التشخيص من خلال مجموعة من الاختبارات والفحوصات التي تكشف عن مستويات مرتفعة من هرمون PTH والكالسيوم في الدم. من بين هذه الاختبارات:
1. فحص الدم
يقوم الطبيب بإجراء فحص دم لقياس مستويات الكالسيوم وهرمون PTH. إذا كانت النتائج تشير إلى ارتفاع في كلا المستويين، فهذا يدل على فرط نشاط الغدة الجار درقية.
2. اختبارات وظائف الكلى
يتم إجراء اختبارات لوظائف الكلى للكشف عن أي قصور كلوي قد يكون مسؤولًا عن فرط نشاط الغدة الجار درقية.
3. اختبارات البول
يمكن أن تساعد اختبارات البول في قياس مستويات الكالسيوم في البول، مما يساهم في تحديد ما إذا كان هناك إفراط في إفراز الكالسيوم.
4. التصوير بالأشعة
تشمل هذه الاختبارات التصوير بالأشعة السينية أو المقطعية للكشف عن وجود حصوات في الكلى أو أي تغييرات في الغدد الجار درقية.
5. اختبارات فيتامين د
يمكن أن تؤدي مستويات منخفضة من فيتامين د إلى تأثيرات على الغدد الجار درقية، لذا يتم فحص معدل فيتامين د للتأكد من عدم وجود خلل.
6. قياس كثافة العظام
تُستخدم اختبارات الأشعة مثل “DEXA scan” لقياس كثافة العظام وتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من هشاشة العظام، والتي قد تكون نتيجة لفرط نشاط الغدة الجار درقية.
علاج فرط الدريقات
تعتمد خطة العلاج على عوامل متعددة، مثل عمر المريض، شدة الأعراض، ونتائج الفحوصات. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من العلاج: العلاج الأولي، العلاج الدوائي، والتدخل الجراحي.
1. العلاج الأولي
يركز العلاج الأولي على تحقيق توازن في مستويات الكالسيوم في الجسم. يتضمن ذلك:
- تناول كميات كبيرة من السوائل.
- استخدام مدرات البول للمساعدة في إخراج الكالسيوم الزائد من الجسم.
- متابعة مستويات الكالسيوم والملح في الدم بانتظام.
2. العلاج الجراحي
في الحالات التي يكون فيها فرط نشاط الغدة الجار درقية شديدًا، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي لإزالة الغدد المصابة. يُجرى هذا النوع من العمليات باستخدام فتحات صغيرة في الرقبة، ونادرًا ما تترافق مع مضاعفات خطيرة، لكن من بين المخاطر المحتملة:
- تلف الأعصاب المسؤولة عن التحكم في الأحبال الصوتية.
- انخفاض مستويات الكالسيوم بعد الجراحة، مما يستدعي تناول مكملات تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د.
3. العلاج بالعقاقير
في بعض الحالات، يمكن السيطرة على فرط نشاط الغدة الجار درقية من خلال الأدوية. تشمل هذه الأدوية:
- محاكيات الكالسيوم مثل دواء “سينسيبار” الذي يساعد في تقليل إفراز هرمون PTH.
- نظائر الهرمونات التي تحافظ على مستوى الكالسيوم في الجسم، خاصة لدى النساء اللاتي يعانين من هشاشة العظام.
- الفوسفونات الثنائية التي تساعد في منع تآكل العظام وتخفيف آثار فرط نشاط الغدة الجار درقية.