ما هو انخفاض السكر وأسبابه وكيفية علاجه؟

يُعرف انخفاض السكر في الدم أو “نقص السكر” (Hypoglycemia) بأنه حالة تحدث عندما تنخفض مستويات الجلوكوز في الدم إلى مستوى أقل من الطبيعي. الجلوكوز هو المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، ويُعتبر وقوداً رئيسياً لعمل الدماغ والخلايا العصبية والعضلات. يحدث الانخفاض عندما لا يتوفر ما يكفي من الجلوكوز لتلبية احتياجات الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض يمكن أن تكون خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل فوري.

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب انخفاض السكر في الدم، الأعراض المرتبطة به، والأضرار الناتجة عن عدم علاجه، وكذلك كيفية التعامل مع هذه الحالة.

ما هو الجلوكوز؟

الجلوكوز هو نوع من السكر يتم امتصاصه من الطعام الذي نتناوله، ويمثل المصدر الأساسي للطاقة في جسم الإنسان. بعد تناول الوجبة الغذائية، يقوم الجسم بامتصاص الجلوكوز من الطعام عن طريق الجهاز الهضمي، ويتم نقله عبر الدم إلى مختلف خلايا الجسم. هرمون الأنسولين الذي تفرزه البنكرياس يساعد في توجيه الجلوكوز إلى الخلايا لاستخدامه في إنتاج الطاقة.

إذا تناول الإنسان كمية زائدة من الجلوكوز، يقوم الجسم بتخزين الفائض في الكبد والعضلات على شكل جليكوجين. وفي حالة عدم توافر الجلوكوز بشكل كافٍ، يقوم الجسم بتحويل هذا المخزون إلى جلوكوز ليتاح استخدامه عند الحاجة.

ومع ذلك، في بعض الحالات قد لا يكون الجسم قادرًا على توفير الجلوكوز الكافي، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم.

أسباب انخفاض السكر في الدم

هناك عدة أسباب لانخفاض السكر في الدم، بعضها يتعلق بمشكلات صحية، والبعض الآخر يمكن أن يحدث حتى لدى الأشخاص الأصحاء. إليك أهم الأسباب:

1. تناول كمية كبيرة من الأنسولين

الأشخاص المصابون بمرض السكري قد يتناولون أدوية تهدف إلى تنظيم مستوى السكر في الدم، مثل الأنسولين. إذا تم تناول كمية كبيرة من الأنسولين مقارنة بما يحتاجه الجسم، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض سريع في مستويات السكر في الدم.

2. تناول كميات غير كافية من الطعام

قد يؤدي التخطيط لتناول طعام كثير ولكن دون تنفيذه إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، خاصة عند تناول الأدوية التي تزيد من إنتاج الأنسولين. هذا لأن الجسم يتوقع كمية معينة من الجلوكوز بناءً على الأدوية المتناولة.

3. ممارسة الرياضة المفرطة

الأنشطة الرياضية الزائدة عن الحد المعتاد دون تناول وجبات غذائية كافية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض السكر في الدم. الرياضة تؤدي إلى استهلاك الطاقة المخزنة في الجسم على شكل جلوكوز، وإذا لم يتم تناول ما يكفي من الطعام، قد يحدث نقص في السكر.

4. تناول الكحوليات

تناول الكحوليات، خاصة عند تناول أدوية السكري، قد يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم. الكحول يؤثر على قدرة الكبد على إنتاج الجلوكوز، مما يزيد من خطر نقص السكر في الدم.

5. أسباب أخرى لدى الأشخاص الأصحاء

حتى الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري يمكن أن يتعرضوا لانخفاض في السكر لأسباب مختلفة، مثل:

• إفراز كميات كبيرة من الأنسولين: قد يحدث بعد تناول وجبة كبيرة غنية بالكربوهيدرات.
• سوء التغذية: عدم تناول الطعام لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى نقص في مستويات السكر في الدم.
• مشكلات في الكبد أو الكلى: اضطرابات في هذه الأعضاء قد تعيق قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر.
• اضطرابات في الغدد الصماء: مثل الغدد الكظرية أو الغدة الدرقية.

أعراض انخفاض السكر في الدم

الأعراض الناتجة عن انخفاض مستويات السكر يمكن أن تكون ملحوظة بشكل فوري وتتنوع في شدتها. من بين الأعراض التي يجب مراقبتها:

• تشوش الرؤية: قد يعاني الشخص من عدم وضوح الرؤية أو رؤية مزدوجة.
• زيادة معدل ضربات القلب: الشعور بالخفقان أو زيادة سرعة نبضات القلب.
• تقلبات مزاجية: قد يصبح الشخص أكثر عصبية أو يشعر بالاكتئاب فجأة.
• الإرهاق والتعب: شعور دائم بالتعب رغم عدم وجود سبب واضح لذلك.
• آلام الرأس: الصداع المستمر قد يكون علامة على انخفاض السكر.
• الشعور بالجوع: إحساس قوي ومستمر بالجوع حتى بعد تناول الطعام.
• الدوخة والرجفة: الشعور بالدوخة أو الاهتزاز غير الطبيعي في الجسم.
• زيادة التعرق: التعرق المفرط حتى في الأجواء الباردة.
• عدم القدرة على النوم: الأرق وعدم القدرة على النوم بشكل طبيعي.
• وخز في الجلد: إحساس بالوخز في اليدين أو القدمين.
• عدم القدرة على التركيز: انخفاض في القدرة على التفكير والتركيز.
• فقدان الوعي: في الحالات الشديدة، قد يتعرض الشخص للإغماء.

في حالة ظهور هذه الأعراض، يجب التصرف بسرعة لتجنب تفاقم الحالة.

كيف يمكن علاج انخفاض السكر؟

1. تناول الكربوهيدرات السريعة الامتصاص

في حال الشعور بأعراض انخفاض السكر، يجب تناول طعام يحتوي على الكربوهيدرات السريعة الامتصاص لرفع مستوى السكر بسرعة. تشمل الخيارات:

• عصير الفواكه.
• ملعقة من العسل.
• قطع من البسكويت.
• أقراص الجلوكوز: يُنصح بالتحقق من الجرامات الموجودة في الأقراص قبل تناولها.

بعد تناول الطعام، يجب الانتظار لمدة 15 دقيقة ثم قياس نسبة السكر في الدم مرة أخرى. إذا لم ترتفع النسبة إلى المستوى الطبيعي، يجب تناول كمية إضافية من الكربوهيدرات حتى يعود مستوى السكر إلى الطبيعي.

2. تجنب انخفاض السكر في المستقبل

لمنع انخفاض السكر في المستقبل، يمكن اتباع النصائح التالية:

• تناول وجبات صغيرة ومتكررة خلال اليوم لتجنب فترات طويلة من الصيام.
• حمل وجبات خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات في كل الأوقات.
• تجنب تناول الكحوليات أثناء تناول الأدوية.
• ممارسة الرياضة باعتدال وتناول الطعام قبل وبعد التمارين.

أضرار انخفاض السكر في الدم

إذا لم يتم علاج انخفاض السكر بشكل سريع وفعال، قد يتسبب ذلك في مضاعفات خطيرة تؤثر على الصحة العامة. من بين الأضرار التي يمكن أن تحدث:

1. أضرار قصيرة المدى

• نزيف في المخ: يمكن أن يؤدي انخفاض السكر الحاد إلى نزيف في المخ.
• نوبات قلبية: انخفاض مستويات السكر قد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
• ضعف الإدراك: التأثير على الوظائف العقلية مثل التركيز والذاكرة.

2. أضرار طويلة المدى

• أمراض القلب: الارتفاع والانخفاض المتكرر في مستويات السكر قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
• أمراض العيون والكلى: التأثير على الأوعية الدموية في هذه الأعضاء قد يؤدي إلى تلف طويل الأمد.
• تلف الأعصاب: انخفاض السكر المتكرر قد يؤدي إلى موت الخلايا العصبية.