محتويات
- 1 صرع الفص الصدغي: الأسباب والأعراض وطرق العلاج
صرع الفص الصدغي: الأسباب والأعراض وطرق العلاج
ما هو صرع الفص الصدغي؟
صرع الفص الصدغي هو نوع من الصرع يحدث نتيجة نشاط كهربائي غير طبيعي في منطقة الفص الصدغي من الدماغ. تُعد هذه المنطقة من الدماغ مسؤولة عن العديد من الوظائف الحيوية مثل العواطف والذاكرة قصيرة المدى. وعندما يحدث خلل في هذه المنطقة، تتأثر تلك الوظائف بشكل كبير، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض الجسدية والعقلية.
صرع الفص الصدغي يمكن أن يتراوح بين نوبات بسيطة يكون فيها الشخص واعيًا بما حوله، ونوبات أشد تكون فيها استجابة الشخص للعالم الخارجي محدودة أو غير موجودة تمامًا، حيث تصدر عنه حركات غير مفهومة أو سلوكيات متكررة غير إرادية.
أعراض صرع الفص الصدغي
تتنوع أعراض صرع الفص الصدغي حسب شدة النوبة. في بعض الحالات، قد يشعر الشخص بشيء غير مألوف قبل بدء النوبة، وهو ما يُعرف بـ “الأورة” (Aura)، وهي بمثابة تحذير من قدوم النوبة. من أبرز هذه الأعراض:
- شعور بالخوف المفاجئ أو البهجة بلا مبرر.
- شعور بأن الأحداث التي يعيشها قد حدثت من قبل، وهو ما يعرف بظاهرة “الدجافو”.
- إحساس بوجود رائحة أو مذاق غريب يظهر فجأة.
- عدم استقرار في المعدة أو شعور بانزعاج داخلي شديد.
أعراض النوبة
عندما تحدث نوبة الفص الصدغي، قد يظهر على الشخص بعض الأعراض الإضافية التي تشمل:
- فقدان القدرة على التعرف على البيئة المحيطة به.
- حدوث حالة من التحديق، حيث يبدو وكأنه يركز على شيء معين دون الاستجابة.
- حركات غير إرادية مثل لعق الشفتين أو البلع المتكرر.
- حركات غير معتادة بالأصابع مثل حركات الالتقاط أو التكرار العشوائي.
أعراض ما بعد النوبة
بعد انتهاء نوبة صرع الفص الصدغي، يمر الشخص عادة بفترة من التوتر والارتباك. قد يواجه صعوبة في الكلام وتذكر ما حدث أثناء النوبة. بعض الأشخاص قد لا يدركون حتى أنهم تعرضوا لنوبة، بينما قد يشعر البعض الآخر بالإرهاق الشديد ويصابون بالإفراط في النوم بعد النوبة.
في حالات نادرة، قد تتحول نوبة الفص الصدغي إلى نوبة صرعية شديدة تُعرف باسم النوبة التوترية الرمعية، والتي تؤدي إلى فقدان الوعي وحدوث تشنجات عضلية قوية.
أسباب حدوث نوبات صرع الفص الصدغي
في العديد من الحالات، لا يوجد سبب محدد أو معروف لنوبات صرع الفص الصدغي. ومع ذلك، هناك مجموعة من العوامل التي قد تسهم في حدوث هذه النوبات، وتشمل:
- إصابات الدماغ الرضحية: مثل إصابات الرأس نتيجة الحوادث.
- التهابات الدماغ: مثل التهاب الدماغ أو الأغشية السحائية (التهاب السحايا).
- تندّب في الفص الصدغي: ويحدث هذا في جزء يُعرف باسم “الحصين” في الدماغ.
- التشوهات الوعائية في الدماغ: التي تؤدي إلى اضطرابات في تدفق الدم.
- السكتة الدماغية: التي قد تؤدي إلى تلف في أجزاء من الدماغ.
- أورام الدماغ: وجود أورام في الدماغ يمكن أن يتسبب في نوبات صرعية.
- المتلازمات الجينية: بعض الحالات الوراثية قد تزيد من خطر حدوث نوبات صرع.
كيفية تشخيص صرع الفص الصدغي
يتطلب تشخيص صرع الفص الصدغي إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية التي تساعد في تحديد نشاط الدماغ غير الطبيعي وتحديد منطقة الفص الصدغي كمصدر للنوبات. تشمل الفحوصات:
- تخطيط كهربية الدماغ (EEG): لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ وتحديد مناطق الخلل.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لرؤية التغيرات في بنية الدماغ مثل التندّب أو الأورام.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET): لرؤية نشاط الدماغ أثناء فترات الهدوء والنوبات.
طرق علاج صرع الفص الصدغي
يعتمد علاج صرع الفص الصدغي على عدة عوامل، بما في ذلك شدة النوبات وتكرارها ومدى تأثيرها على حياة الشخص. تتنوع الخيارات العلاجية بين الأدوية والجراحة وتغيير نمط الحياة.
1. الأدوية المضادة للصرع
تُعتبر الأدوية المضادة للصرع الخيار الأول في علاج نوبات الفص الصدغي. تشمل هذه الأدوية مجموعة متنوعة من العلاجات التي تعمل على استقرار النشاط الكهربائي في الدماغ. من الضروري تناول الجرعات التي يصفها الطبيب بدقة وعدم إيقاف الدواء دون استشارته، لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم النوبات.
2. الجراحة
في بعض الحالات، إذا كانت النوبات غير مستجيبة للأدوية أو كانت تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص، قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة لإزالة الجزء المتضرر من الفص الصدغي الذي يتسبب في النوبات. الجراحة قد تكون فعالة في تقليل أو حتى إنهاء النوبات بشكل كامل.
3. تغيير نمط الحياة
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر حدوث النوبات، لذلك من الضروري أن يحافظ الشخص على نمط نوم صحي.
- اتباع نظام غذائي صحي: تقليل تناول الدهون والكربوهيدرات وتجنب الأطعمة التي قد تزيد من احتمال حدوث النوبات.
- ممارسة الرياضة: يمكن أن تساعد الرياضة في تحسين الصحة العامة وتقليل التوتر، ولكن يجب توخي الحذر وارتداء خوذة عند ممارسة الأنشطة التي قد تتسبب في إصابات الرأس.
نصائح للعيش مع صرع الفص الصدغي
على الرغم من أن صرع الفص الصدغي قد يكون حالة مزعجة ومعقدة، إلا أن هناك العديد من النصائح التي يمكن اتباعها للحد من تأثير النوبات على الحياة اليومية:
- تجنب السباحة أو ركوب القوارب بمفردك: إذا كنت تعاني من نوبات متكررة، يجب أن تكون حذرًا عند التعامل مع الأنشطة المائية.
- ارتداء الخوذة أثناء ممارسة الرياضة: يجب حماية الرأس عند ممارسة الأنشطة التي قد تؤدي إلى السقوط، مثل ركوب الدراجات.
- تجنب القيادة بمفردك: نظرًا لأن النوبة قد تحدث في أي وقت، من الأفضل أن تكون مع شخص آخر أثناء القيادة أو السفر.
- الاستحمام بالدش وليس في حوض الاستحمام: إذا كنت تعيش بمفردك، فمن الأفضل استخدام الدش لتقليل خطر الغرق في حال حدوث نوبة.
- استخدام كراسي ذات ذراعين: لتقليل خطر السقوط أثناء النوبات.
- تجنب الزوايا الحادة في الأثاث: من المهم تعديل أثاث المنزل لتقليل خطر الإصابة أثناء النوبات.
الإسعافات الأولية عند حدوث نوبة صرع الفص الصدغي
إذا شاهدت شخصًا يعاني من نوبة صرع الفص الصدغي، يمكنك تقديم بعض الإسعافات الأولية للمساعدة:
- قلب الشخص المصاب بحرص على أحد جانبيه: لتجنب اختناق الشخص أو ابتلاعه لأي سوائل.
- وضع شيء ناعم تحت رأسه: لحمايته من الإصابات.
- تخفيف الملابس الضيقة: مثل فك ربطة العنق أو الأزرار.
- تجنب وضع أي شيء في فم المصاب: حيث لا يحتاج الشخص إلى مساعدة في التنفس ولا يجب محاولة فتح فمه بالقوة.
- إبعاد أي أشياء خطرة من حوله.
- مراقبة الشخص بعد انتهاء النوبة: والبقاء معه حتى يصل الطاقم الطبي إذا لزم الأمر.
الحمل وصرع الفص الصدغي
يمكن للسيدات المصابات بصرع الفص الصدغي الحمل بشكل طبيعي، ولكن يجب عليهن اتخاذ بعض الاحتياطات. بعض الأدوية التي تُستخدم لعلاج الصرع، مثل حمض الفالبوريك، قد تزيد من خطر حدوث عيوب خلقية في الجنين. لذا يُفضل استشارة الطبيب قبل الحمل وتعديل الأدوية إذا لزم الأمر.