محتويات
الورم الليفي: تعريفه، أسبابه، وأعراضه
ما هو الورم الليفي؟
الورم الليفي هو نمو حميد غير سرطاني يتكون من تجمع مجموعة من الخلايا أو الألياف في مكان معين بالجسم، وعادة ما يحدث في الرحم. يتكون الورم الليفي من أنسجة عضلية ناعمة متشابكة، ويتفاوت حجمه من صغير جدًا، يمكن السيطرة عليه بالعلاج الدوائي، إلى كبير جدًا قد يتسبب في انتفاخ البطن.
على الرغم من تشابه أعراض الورم الليفي مع أعراض الأورام السرطانية، إلا أن الورم الليفي لا يحمل نفس المخاطر، حيث إنه لا ينتشر أو يتغلغل في الأعضاء الأخرى كما يحدث في الأورام السرطانية.
هل الورم الليفي يسبب انتفاخ البطن؟
يمكن أن يسبب الورم الليفي انتفاخ البطن إذا كان حجمه كبيرًا بما يكفي ليؤثر على حجم الرحم ويسبب زيادة في حجم البطن. ومع ذلك، ليس كل ورم ليفي يؤدي إلى انتفاخ البطن. فالأورام الصغيرة التي لا تتجاوز حجم السنتيمتر الواحد غالبًا لا تسبب أي تغيرات في شكل البطن. لكن في حال كان الورم كبيرًا أو متشعبًا، فإن الأمر قد يستدعي التدخل الجراحي لإزالته.
أعراض الإصابة بالورم الليفي
تختلف أعراض الورم الليفي بناءً على حجمه وموقعه. الكثير من النساء لا تظهر عليهن أي أعراض، ويكتشفن وجود الورم عن طريق الصدفة أثناء الفحوصات الروتينية. لكن في بعض الحالات، يمكن أن تظهر الأعراض التالية:
- نزيف شديد خلال الحيض: قد يستمر النزيف لفترة أطول من المعتاد ويكون كثيفًا.
- تقلصات وآلام الدورة الشهرية: يمكن أن تتسبب الأورام الليفية في آلام شديدة أثناء الحيض.
- آلام في منطقة الحوض: الشعور بالضغط أو الألم في منطقة الحوض.
- انتفاخ البطن: في حالة الأورام الكبيرة.
- الحاجة المتكررة للتبول: بسبب الضغط على المثانة.
- مشاكل في الحمل: قد تسبب الأورام الليفية صعوبة في حدوث الحمل، أو تؤدي إلى ولادة مبكرة أو إجهاض متكرر.
- مشاكل في التبول: صعوبة في إفراغ المثانة بالكامل.
- الإمساك: بسبب الضغط على الأمعاء.
- آلام خلال العلاقة الجنسية.
- آلام في الظهر أو القدمين.
أسباب حدوث الورم الليفي
على الرغم من أن الأبحاث لم تتمكن من تحديد الأسباب الدقيقة لتكون الأورام الليفية، إلا أن هناك عدة عوامل قد تزيد من فرص الإصابة بها:
- الجينات الوراثية: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالأورام الليفية، فإن احتمالية الإصابة تزداد.
- العمر: تصيب الأورام الليفية النساء في سن الإنجاب، عادة بين سن 30 و50 عامًا.
- خلل الهرمونات: ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين أو البروجسترون قد يزيد من فرص تكوّن الأورام الليفية.
- السمنة المفرطة: تزيد السمنة من خطر الإصابة بالأورام الليفية.
- تناول اللحوم الحمراء بكثرة: قد يكون هناك ارتباط بين النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة بالأورام.
- نقص فيتامين د: انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم قد يكون له دور في زيادة فرص الإصابة بالأورام الليفية.
كيفية تشخيص الورم الليفي
يمكن تشخيص الورم الليفي بعدة طرق، تعتمد على الأعراض وحالة المريضة. من بين هذه الطرق:
- الرنين المغناطيسي (MRI): يعتبر أدق وسيلة لتحديد حجم وموقع وعدد الأورام الليفية، بالإضافة إلى مدى الضرر الذي قد تسببه.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار): يمكن إجراؤه عبر البطن أو من خلال المهبل لتصوير الرحم وتحديد حجم وموقع الأورام.
- المنظار الرحمي: يتم إدخال منظار إلى الرحم للحصول على خزعة من الأنسجة لتحليلها.
- فحص الدم: يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كانت المريضة تعاني من الأنيميا الناتجة عن النزيف المزمن، كما يساعد في فحص نشاط الغدة الدرقية.
علاج الورم الليفي
تعتمد طريقة علاج الورم الليفي على حجمه، موقعه، وأعراضه. هناك عدة خيارات علاجية يمكن اتباعها:
1. المراقبة والمتابعة
إذا كان الورم الليفي صغيرًا ولا يسبب أي أعراض واضحة، فقد لا يكون هناك حاجة للتدخل الفوري، وتكتفي المريضة بزيارة الطبيب بانتظام لمراقبة تطور الورم كل 6 أشهر.
2. العلاج الدوائي
يمكن استخدام الأدوية للسيطرة على نمو الأورام الليفية وتخفيف الأعراض. معظم هذه الأدوية تعمل عن طريق تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم. ومع ذلك، هذه الأدوية قد لا تعالج الورم بشكل نهائي، ويجب استخدامها تحت إشراف الطبيب.
3. العلاجات العشبية المنزلية
رغم استخدام بعض الأعشاب في الطب التقليدي كوسيلة لتنظيم الهرمونات وتخفيف أعراض الأورام الليفية، إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي قوي يدعم فعاليتها.
4. التدخل الجراحي
إذا كانت الأورام الليفية تسبب ألمًا شديدًا أو تؤثر على القدرة على الإنجاب، فقد يكون الحل الجراحي ضروريًا. من بين الإجراءات الجراحية:
- استئصال الورم الليفي: يمكن إزالة الورم عن طريق عملية جراحية تقليدية أو باستخدام المنظار.
- استئصال الرحم: في الحالات الخطيرة التي لا تستجيب للعلاج، قد يكون من الضروري إزالة الرحم بالكامل، وهو ما يحرم المرأة من إمكانية الإنجاب.
5. قسطرة الرحم للتخلص من الورم الليفي
تعد هذه الطريقة أقل تدخلًا من الجراحة التقليدية. تعتمد على إدخال أنبوب رفيع عبر فتحة صغيرة في أعلى الفخذ، حيث يتم سد الشريان المغذي للورم الليفي، مما يؤدي إلى ضموره بمرور الوقت.
6. تدمير الورم الليفي بالموجات فوق الصوتية
تستخدم هذه التقنية الحديثة الموجات فوق الصوتية لتدمير الورم الليفي دون الحاجة إلى تدخل جراحي. تُعد هذه الطريقة فعالة وآمنة، ولا تؤثر على الأنسجة المجاورة للورم.
الفرق بين الورم الليفي والورم السرطاني
هناك فروق كبيرة بين الورم الليفي والورم السرطاني. فالورم الليفي هو ورم حميد، بينما الورم السرطاني هو ورم خبيث. الورم الليفي لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويمكن أن يكون موجودًا دون أن يتسبب في أعراض ملحوظة، بينما الورم السرطاني يكون أكثر عدوانية وينتشر بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، الورم الليفي قد يؤدي إلى مشاكل مؤقتة مثل العقم، في حين أن الورم السرطاني قد يؤدي إلى العقم الدائم إذا لم يتم علاجه.