محتويات
ما هو مرض السكري؟
يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان نتيجة اضطراب في التمثيل الغذائي، حيث يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين أو عن استخدامه بشكل صحيح. يعتبر الأنسولين هرمونًا رئيسيًا يساعد في تنظيم مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم، إذ يعمل على نقل السكر من الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه كمصدر للطاقة. وعندما يحدث خلل في إنتاج أو استجابة الجسم للأنسولين، يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرض السكري.
أهمية الأنسولين في الجسم
يعتبر الأنسولين هرمونًا أساسيًا يُفرز من خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس. عندما يتناول الشخص الطعام، يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم، مما يحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين. يساعد الأنسولين الخلايا في امتصاص الجلوكوز من الدم وتحويله إلى طاقة يمكن للجسم استخدامها في وظائفه اليومية.
إذا فشل الجسم في إنتاج الأنسولين أو استخدامه بشكل صحيح، فإن مستوى السكر في الدم يظل مرتفعًا. هذا يؤدي إلى ظهور أعراض السكري، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج بشكل صحيح.
أنواع مرض السكري
1. مرض السكري من النوع الأول
يطلق عليه أيضًا سكري الشباب أو السكري المعتمد على الأنسولين. وهو مرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. نتيجة لذلك، ينخفض إنتاج الأنسولين تدريجيًا حتى يتوقف تمامًا. وبالتالي، يحتاج المرضى إلى حقن الأنسولين بانتظام لضبط مستوى السكر في الدم.
يصيب هذا النوع الأشخاص في مراحل مبكرة من الحياة، وغالبًا ما يظهر بين سن 16 و30 عامًا. يمثل السكري من النوع الأول حوالي 10% من حالات السكري في العالم.
أسباب النوع الأول:
- خلل في الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجسم خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين.
- بعض العوامل الوراثية قد تزيد من احتمالية الإصابة بهذا النوع.
2. مرض السكري من النوع الثاني
يطلق عليه السكري غير المعتمد على الأنسولين أو سكري البالغين. يحدث نتيجة لمقاومة خلايا الجسم لتأثير الأنسولين، مما يعني أن الجسم لا يستخدم الأنسولين بشكل فعال. على الرغم من أن البنكرياس قد يستمر في إنتاج الأنسولين، إلا أن الخلايا لا تستجيب له كما ينبغي. ونتيجة لذلك، يبقى مستوى السكر في الدم مرتفعًا.
يعتبر هذا النوع أكثر شيوعًا بين مرضى السكري، حيث يمثل حوالي 90% من الحالات. يصيب السكري من النوع الثاني غالبًا الأشخاص فوق سن الأربعين، وخاصة الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن. في بعض الأحيان، يمكن أن يتطور السكري من النوع الثاني بسبب قلة النشاط البدني أو النظام الغذائي غير الصحي.
أسباب النوع الثاني:
- عدم استجابة خلايا الجسم للأنسولين.
- السمنة وقلة النشاط البدني.
- تناول كميات كبيرة من السكريات والكربوهيدرات.
3. سكري الحمل
يعد سكري الحمل نوعًا مؤقتًا من مرض السكري يحدث خلال فترة الحمل. يحدث بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل فعال. غالبًا ما يختفي سكري الحمل بعد الولادة، ولكنه قد يزيد من خطر إصابة المرأة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل.
أعراض مرض السكري
تتفاوت أعراض مرض السكري بين الأشخاص بناءً على نوع المرض ومدة الإصابة. وفيما يلي أهم الأعراض التي قد تظهر عند الأشخاص المصابين بمرض السكري:
- كثرة التبول: ارتفاع مستوى السكر في الدم يجعل الكلى تعمل على التخلص من الجلوكوز الزائد عن طريق البول، مما يؤدي إلى التبول المتكرر.
- العطش الشديد: نتيجة لفقدان الكثير من السوائل عن طريق التبول، يشعر المريض بالعطش الشديد بشكل مستمر.
- فقدان الوزن: على الرغم من تناول الطعام، يعاني بعض مرضى السكري من فقدان الوزن السريع، خاصة في النوع الأول، بسبب عدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة.
- زيادة الشهية للطعام: مع فقدان الوزن والشعور المستمر بالجوع، قد يشعر مريض السكري بحاجة ماسة لتناول الطعام بكميات أكبر.
- التعب والإرهاق: نتيجة لعدم قدرة الجسم على استخدام السكر بشكل صحيح، يشعر المريض بالتعب والإرهاق بشكل دائم.
- بطء التئام الجروح: مرضى السكري يعانون من بطء في التئام الجروح والخدوش بسبب ضعف الدورة الدموية وارتفاع مستوى السكر في الدم.
- التهابات الجلد والجروح: قد يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى زيادة خطر الإصابة بالتهابات الجلد والجروح، خاصة في القدمين.
كيفية تشخيص مرض السكري
تشخيص مرض السكري يعتمد على مجموعة من الفحوصات والتحاليل الطبية التي يقوم بها الطبيب لتحديد مستوى السكر في الدم. تشمل الطرق الأساسية لتشخيص المرض:
1. الفحص السريري
يتم تقييم حالة المريض من خلال الأعراض التي يعاني منها، مثل:
- كثرة التبول.
- العطش المستمر.
- فقدان الوزن.
- الهزال.
بناءً على هذه الأعراض، يمكن للطبيب أن يشتبه في وجود مرض السكري ويطلب تحاليل إضافية للتأكد.
2. تحاليل البول
يتم فحص عينة من البول للكشف عن وجود السكر. إذا كانت نسبة السكر في البول مرتفعة (أعلى من 180 ملغ/دل)، فهذا يشير إلى احتمالية الإصابة بمرض السكري.
3. تحاليل الدم
تحليل السكر التراكمي (HbA1c): يقيس متوسط مستوى السكر في الدم خلال فترة 2-3 أشهر. يعتبر نتيجة أقل من 5.6% طبيعية، بينما يشير مستوى أعلى من 6.5% إلى وجود مرض السكري.
تحليل السكر الصيامي: يتم هذا التحليل بعد صيام لمدة 8 ساعات. إذا كانت النتيجة أعلى من 125 ملغ/دل، فهذا يشير إلى الإصابة بمرض السكري.
تحليل السكر العشوائي: يقيس مستوى السكر في الدم في أي وقت من اليوم، وإذا كانت النتيجة أعلى من 200 ملغ/دل، فهذا قد يشير إلى الإصابة بمرض السكري.
كيفية الكشف عن مرض السكري في المنزل
مع تطور التقنيات الطبية، أصبح من الممكن الكشف عن مرض السكري في المنزل باستخدام أجهزة قياس السكر المنزلية. هذه الأجهزة سهلة الاستخدام وتساعد على متابعة مستوى السكر بشكل دوري. توجد نوعان رئيسيان من الأجهزة:
1. أجهزة تعتمد على الشرائح:
- يتم وخز الإصبع للحصول على عينة دم صغيرة.
- توضع عينة الدم على شريحة خاصة بالجهاز.
- يقوم الجهاز بقراءة العينة ويعرض النتيجة على الشاشة خلال بضع ثوانٍ.
2. أجهزة بدون شرائح:
- تعتمد على نفس المبدأ، ولكن بدون الحاجة لاستخدام شرائح، حيث تقوم بقراءة العينة مباشرة من الدم.
يجب أن يتم إجراء التحليل في الصباح قبل تناول الطعام للحصول على نتيجة دقيقة.
نصائح هامة لمرضى السكري
بعد تشخيص مرض السكري، من المهم اتباع بعض الإرشادات للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية:
- المراقبة اليومية لمستوى السكر: يجب قياس مستوى السكر بشكل دوري باستخدام الأجهزة المنزلية.
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات المعقدة، مع تقليل تناول السكريات البسيطة والدهون المشبعة.
- ممارسة الرياضة: النشاط البدني المنتظم يساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين ويساهم في خفض مستوى السكر في الدم.
- الحفاظ على الوزن الصحي: الوزن الزائد يمكن أن يزيد من مقاومة الجسم للأنسولين، لذا ينصح بمراقبة الوزن وتخفيفه إذا لزم الأمر.
- العناية بالجروح والقدمين: يجب الحرص على تنظيف الجروح الصغيرة ومنع العدوى، حيث أن مريض السكري قد يعاني من بطء في التئام الجروح.
مضاعفات مرض السكري
في حال عدم التحكم بمستوى السكر في الدم، قد يؤدي مرض السكري إلى مضاعفات خطيرة، تشمل:
- أمراض القلب والشرايين: يزيد ارتفاع السكر من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- مشاكل في الكلى: يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى.
- مشاكل العين: مثل اعتلال الشبكية السكري.
- التهابات الأعصاب: يؤدي إلى مشاكل في الأطراف، مثل التنميل أو فقدان الإحساس.