محتويات
علاج هبوط السكر لغير المصابين بالسكري
هبوط السكر في الدم لا يقتصر فقط على مرضى السكري، بل يمكن أن يحدث أيضًا للأشخاص الأصحاء لأسباب متعددة. تعتبر هذه الحالة غير شائعة نسبيًا لكنها قد تكون خطيرة إذا لم تُعالج بشكل مناسب. يعاني الأشخاص الأصحاء من هبوط في سكر الدم عندما ينخفض مستوى الجلوكوز إلى أقل من 70 ميليغرام/ديسيلتر. ومن الضروري اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة هذه الحالة بسرعة لتجنب أي مضاعفات خطيرة.
1. العلاج الفوري لهبوط سكر الدم العادي
عند انخفاض مستوى السكر في الدم لدى الأشخاص الأصحاء إلى أقل من 70 ميليغرام/ديسيلتر، يُنصح بالتدخل الفوري لمنع حدوث مضاعفات. هناك بعض الإجراءات الفعالة التي يمكن اتباعها لإعادة مستوى السكر إلى المعدلات الطبيعية:
- تناول 15-20 جرامًا من الكربوهيدرات سريعة الامتصاص: يُعتبر تناول الكربوهيدرات سريع المفعول الطريقة الأمثل لرفع مستوى السكر بسرعة. تشمل هذه الكربوهيدرات المشروبات والأطعمة التي لا تحتوي على دهون أو بروتينات لأن هذه المكونات قد تبطئ عملية امتصاص السكر في الجسم. من أمثلة الكربوهيدرات سريعة الامتصاص:
- عصير الفاكهة مثل عصير البرتقال أو التفاح.
- المشروبات الغازية غير المخصصة للحمية.
- العسل الأبيض أو السكر العادي.
- الحلويات الصلبة مثل الحلوى أو الشوكولاتة.
- إعادة قياس مستوى السكر بعد 15 دقيقة: بعد تناول الكربوهيدرات، يجب الانتظار لمدة 15 دقيقة ثم إعادة فحص مستوى السكر في الدم. إذا بقي مستوى السكر منخفضًا أقل من 70 ميليغرام/ديسيلتر، يُنصح بتناول كمية إضافية من الكربوهيدرات سريعة الامتصاص وتكرار العملية حتى يعود مستوى السكر إلى المعدل الطبيعي.
- تناول وجبة خفيفة تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات: بعد استقرار مستوى السكر في الدم، من الضروري تناول وجبة خفيفة تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات مثل زبدة الفول السوداني أو الجبن مع الخبز. هذا يساعد في تجديد مخزون الجلوكوز في الجسم ومنع تكرار هبوط السكر مرة أخرى.
2. علاج انخفاض السكر للشخص فاقد الوعي
في حال كان الشخص الذي يعاني من هبوط السكر غير واعٍ، يجب التعامل مع الحالة بشكل حذر وسريع. يمكن أن يكون فاقد الوعي نتيجة لانخفاض شديد في مستوى السكر في الدم. هنا بعض الخطوات الضرورية التي يجب اتباعها:
- قياس مستوى السكر في الدم فورًا: إذا كان الشخص فاقد الوعي، يجب فحص مستوى السكر في الدم باستخدام جهاز قياس السكر المنزلي.
- حقن الجلوكاجون: إذا كان مستوى السكر منخفضًا بشكل كبير، فيجب إعطاء الشخص حقنة جلوكاجون. هذه الحقنة تحتوي على مادة تحفز الكبد لإطلاق الجلوكوز المخزن، مما يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة. يتم حقن الجلوكاجون في الأرداف أو الذراع أو الفخذ.
- وضع المصاب في وضع الإفاقة: بعد حقن الجلوكاجون، يجب وضع الشخص في وضع الإفاقة، وهو وضع يكون فيه رأس الشخص مائلًا إلى الجانب لمنع انسداد المجاري الهوائية أو الاختناق.
- عدم وضع أي شيء في الفم: يجب تجنب وضع أي طعام أو سوائل في فم الشخص إذا كان فاقد الوعي، حتى لا يتعرض للاختناق.
- مراقبة الشخص لمدة 15 دقيقة: بعد حقن الجلوكاجون، يجب الانتظار لمدة 15 دقيقة ومراقبة الشخص عن كثب حتى يبدأ في الاستيقاظ. بعد استيقاظه، يجب إعادة قياس مستوى السكر في الدم. إذا لم يظهر تحسن، يجب الاتصال بالطوارئ على الفور.
3. علاج انخفاض السكر الذي يؤدي إلى التشنجات
في بعض الحالات، قد يتعرض الشخص لتشنجات نتيجة انخفاض مستوى السكر في الدم، ولكنه قد لا يفقد الوعي. في هذه الحالات، يجب اتخاذ الإجراءات التالية:
- منع الشخص من إيذاء نفسه: يجب الحرص على تأمين البيئة المحيطة بالشخص المصاب بالتشنجات لتجنب تعرضه لأي إصابة. يمكن تمديد الشخص على سطح مسطح وتأكد من عدم وجود أشياء خطرة حوله.
- تناول وجبة خفيفة بعد التشنجات: بعد توقف نوبة التشنجات، يجب تقديم وجبة خفيفة تحتوي على السكر والكربوهيدرات، مثل العصير أو الحلوى الصلبة، لتجنب تكرار الهبوط.
- استشارة الطبيب بعد انتهاء النوبة: حتى بعد انتهاء نوبة التشنجات وعودة السكر إلى مستوياته الطبيعية، يجب زيارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق ومعرفة السبب الجذري لهبوط السكر.
أسباب الإصابة بهبوط السكر لغير المصابين بالسكري
هبوط مستوى السكر في الدم قد يحدث لدى الأصحاء لعدة أسباب، من بينها:
- الإفراط في إفراز الأنسولين بعد الوجبات: بعض الأشخاص يعانون من إفراز مفرط للأنسولين بعد تناول الوجبات، وهو ما يؤدي إلى هبوط مستوى السكر. قد يكون هذا مؤشرًا مبكرًا على إمكانية الإصابة بمرض السكري لاحقًا.
- أورام البنكرياس: على الرغم من ندرتها، قد تسبب بعض الأورام في البنكرياس زيادة في إنتاج الأنسولين، مما يؤدي إلى هبوط مستوى السكر بشكل غير طبيعي.
- استهلاك الكحول بكميات كبيرة: يؤثر تناول الكحول على قدرة الكبد على إفراز الجلوكوز المخزن، مما يؤدي إلى هبوط السكر. الكبد هو المسؤول عن إطلاق الجلوكوز في الجسم عندما ينخفض مستوى السكر، وشرب الكحول يمكن أن يمنعه من أداء وظيفته بشكل صحيح.
- تناول بعض الأدوية: بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، وأدوية الملاريا، وأدوية الالتهاب الرئوي قد تؤدي إلى هبوط مستوى السكر في الدم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو الأطفال.
- أمراض الكبد: مثل التهاب الكبد أو تليفه، يمكن أن تؤثر على قدرة الكبد على إطلاق الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر.
- الالتهابات الشديدة: بعض الالتهابات مثل التهاب الكبد يمكن أن تؤثر على الكبد وتجعل الجسم أقل قدرة على إنتاج السكر عند الحاجة.
- فقدان الشهية العصابي: الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة النفسية لا يتناولون الطعام بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى هبوط مستوى السكر في الدم نتيجة نقص الطاقة.
طرق الوقاية من هبوط السكر بشكل مفاجئ
لحماية نفسك من هبوط السكر غير المتوقع، يمكن اتباع بعض النصائح الوقائية:
- تجنب شرب الكحول بكميات كبيرة لأنه يؤثر على قدرة الكبد على إفراز السكر.
- اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتينات والألياف والفيتامينات اللازمة، مع تقليل استهلاك السكريات المكررة.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة: يفضل تقسيم الوجبات إلى 5 أو 6 وجبات صغيرة على مدار اليوم لمنع الفترات الطويلة من الصيام التي قد تؤدي إلى هبوط السكر.
- شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم للحفاظ على الترطيب المناسب للجسم.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين وظائف الجسم وزيادة كفاءة استخدام السكر.
أعراض هبوط السكر لغير المصابين بالسكري
تشمل الأعراض التي تشير إلى هبوط مستوى السكر في الدم:
- التشوش في الرؤية.
- الشعور بالجوع المفاجئ.
- تقلب المزاج والارتباك.
- الشعور بالرجفة.
- صعوبة في التحدث.
- الإحساس بالدوار والدوخة.
- تسارع نبضات القلب.
- التعرق المفاجئ.
أضرار هبوط مستوى السكر
إذا تُرك هبوط السكر في الدم دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى عدة مضاعفات خطيرة، تشمل:
- تشوش التفكير وفقدان القدرة على التركيز.
- التعرض لنوبة قلبية في بعض الحالات الشديدة.
- الإصابة بمشاكل عصبية تؤثر على الجهاز العصبي.
- نوبات تشنجية نتيجة انخفاض مستوى السكر بشكل حاد.
- الغيبوبة: إذا لم يتم علاج الهبوط بشكل فوري، يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي أو الدخول في غيبوبة.