محتويات
ما هي البواسير؟
البواسير هي عبارة عن حالة شائعة تحدث عندما تتورم الأوردة في المستقيم السفلي أو منطقة الشرج. يمكن أن تتشابه هذه الأوردة المتورمة مع الدوالي التي تظهر في الساقين، حيث يؤدي تمدد الأوعية الدموية في المنطقة إلى انتفاخها وظهور البواسير. تعتبر هذه الحالة مؤلمة، وقد تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية، خاصة عندما تصبح البواسير خارجية ومتجلطة.
أنواع البواسير
تنقسم البواسير إلى نوعين رئيسيين:
1. البواسير الداخلية
تتواجد هذه البواسير داخل المستقيم، وهي غالبًا ما تكون غير مرئية أو محسوسة بشكل مباشر لأنها تحدث في منطقة بعيدة عن فتحة الشرج. قد لا يشعر المريض بألم إلا في حال حدوث مضاعفات مثل نزيف أو التهاب.
2. البواسير الخارجية
تقع تحت الجلد المحيط بمنطقة الشرج، وتعتبر أكثر إيلامًا من البواسير الداخلية. عندما تتجلط هذه البواسير، تصبح الأعراض أكثر حدة، حيث يشعر المريض بألم شديد نتيجة تهيج الجلد المحيط وزيادة الاحمرار.
3. البواسير الخارجية المتجلطة
تُعد البواسير الخارجية المتجلطة من أصعب أنواع البواسير، حيث يتجلط الدم داخل الوريد المتورم، مما يسبب ألمًا حادًا وتورمًا شديدًا في المنطقة. يصبح الجلد في هذه الحالة متهيجًا للغاية، وقد يعاني الشخص من حكة وألم مستمر حول منطقة الشرج. هذه الحالة تستدعي غالبًا علاجًا طبيًا للتخفيف من الأعراض والحد من التورم.
أعراض البواسير الخارجية المتجلطة
تتسبب البواسير الخارجية المتجلطة في ظهور مجموعة من الأعراض المزعجة والمؤلمة، والتي قد تؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي. من أبرز الأعراض:
- الألم الشديد حول فتحة الشرج: يشعر المريض بألم حاد ومستمر في منطقة الشرج، خاصة أثناء الجلوس أو الحركة.
- التشنج حول منطقة الشرج: يحدث تقلصات وتشنجات في عضلات الشرج، مما يزيد من حدة الألم.
- كتل حول الشرج: يشعر الشخص بتكوين كتل متورمة في منطقة الشرج نتيجة تجمع الدم داخل الأوردة المتجلطة.
- نزيف أثناء التبرز: يمكن أن يُلاحظ خروج دماء أثناء عملية التبرز، كما قد تظهر الدماء عند استخدام ورق التواليت.
- انتفاخ الأوردة: تصبح الأوردة الموجودة حول منطقة الشرج أكثر انتفاخًا وحساسية، مما يسبب المزيد من الألم وعدم الراحة.
أسباب ظهور البواسير الخارجية المتجلطة
تحدث البواسير الخارجية المتجلطة نتيجة لعدة عوامل تؤثر على تدفق الدم في منطقة الشرج وتسبب تجمعه في الأوردة. من أبرز هذه الأسباب:
- الإجهاد أثناء حركة الأمعاء: الجهد المتكرر أثناء التبرز يزيد من الضغط على الأوردة الموجودة في منطقة الشرج، مما يؤدي إلى تمددها وتجلط الدم داخلها.
- الإمساك أو الإسهال الشديد: مشاكل الأمعاء المزمنة مثل الإمساك أو الإسهال قد تزيد من فرصة الإصابة بالبواسير، حيث يؤدي الإجهاد المتواصل أثناء الإخراج إلى تجمع الدم وتورم الأوردة.
- الحمل: تكون النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالبواسير بسبب زيادة الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الحوض نتيجة لنمو الرحم.
- الوراثة: قد تكون البواسير حالة وراثية تنتقل عبر الأجيال، فإذا كان أحد الوالدين يعاني من هذه المشكلة، قد يكون الأبناء معرضين أيضًا للإصابة بها.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالبواسير
توجد فئات معينة من الأشخاص الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالبواسير بسبب عوامل متعددة تشمل الوراثة، والعمر، وبعض الحالات الطبية. من أبرز هذه الفئات:
- الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن: يعاني هؤلاء الأشخاص من ضغط متزايد على منطقة الشرج نتيجة للإجهاد المتكرر أثناء التبرز.
- الحوامل: كما ذكرنا سابقًا، فإن الحمل يزيد من الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الحوض، مما يؤدي إلى ظهور البواسير.
- الأشخاص المسنون: مع التقدم في العمر، تزداد احتمالية الإصابة بالبواسير نتيجة ضعف الأنسجة والأوعية الدموية المحيطة بالشرج.
- الذين يعانون من السمنة: الوزن الزائد يؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة الحوض والشرج، مما يزيد من خطر الإصابة بالبواسير.
كيفية فحص البواسير
عند ظهور أعراض البواسير، يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات معينة لتحديد نوع البواسير ومدى خطورتها. تتضمن هذه الفحوصات:
- الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص منطقة الشرج للتأكد من وجود البواسير، خاصة إذا كانت الخارجية.
- استخدام المناظير: يمكن للطبيب استخدام منظار القولون أو منظار المستقيم لفحص البواسير الداخلية والتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى في الأمعاء.
- الفحص الرقمي للمستقيم: يُستخدم الفحص الرقمي للمستقيم لفحص الأوردة المتورمة والتأكد من وجود جلطات.
علاج البواسير الخارجية المتجلطة
توجد عدة طرق لعلاج البواسير الخارجية المتجلطة، تتراوح بين العلاجات المنزلية والإجراءات الطبية. فيما يلي بعض هذه الطرق:
1. العلاجات المنزلية
يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة. تساعد الألياف على زيادة حجم البراز وتسهيل عملية التبرز، مما يقلل من الإجهاد أثناء الإخراج ويخفف من حدة البواسير. بالإضافة إلى ذلك، يمكن اتباع العلاجات التالية:
- حمامات دافئة: يمكن أن يساعد الجلوس في حمام دافئ لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات في اليوم على تهدئة الألم وتقليل التورم.
- الضمادات المخدرة: تحتوي بعض الضمادات على مكونات تخفف الألم وتساعد على تهدئة المنطقة المصابة.
- الأدوية الموضعية: هناك مراهم تحتوي على الهيدروكورتيزون أو الهماميلس تساعد على تقليل الالتهاب والتهيج.
2. الأدوية المسكنة
قد يُنصح بأخذ الأدوية المسكنة الفموية مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين لتخفيف الألم بشكل مؤقت. تعمل هذه الأدوية على تقليل الالتهاب والتهيج في منطقة الشرج.
3. الإجراءات الطبية والجراحية
في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى إجراء جراحي لإزالة الكتل المتجلطة أو البواسير نفسها. تشمل الخيارات الجراحية:
- استئصال الباسور: يتم استئصال الأنسجة المتورمة تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام. يعتبر هذا الإجراء من أكثر الطرق فعالية لعلاج البواسير الخارجية المتجلطة.
- تدبيس الباسور: يُستخدم في حالات البواسير الداخلية، ويعمل على منع تدفق الدم إلى الأنسجة المتورمة، مما يؤدي إلى انكماشها.
نصائح للوقاية من البواسير
للتقليل من خطر الإصابة بالبواسير أو تفاقم الحالة، يمكن اتباع النصائح التالية:
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف: تساعد الألياف على تحسين صحة الجهاز الهضمي وتسهيل عملية التبرز.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة على تحسين الدورة الدموية وتقليل الضغط على منطقة الحوض.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة: يجب تحريك الجسم بانتظام لتجنب الضغط الزائد على منطقة الشرج.
- شرب الكثير من الماء: يساعد الماء على تسهيل حركة الأمعاء ومنع الإمساك.