محتويات
سرطان الرئة: الأسباب، الأعراض، التشخيص والوقاية
يُعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا، حيث يودي بحياة الملايين حول العالم سنويًا. هذا النوع من السرطان يبدأ في الرئتين، وهي الأعضاء الحيوية المسؤولة عن تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون مع الجسم. يُعتبر التدخين من أبرز العوامل المسببة لهذا المرض، لكن هناك أيضًا عوامل أخرى قد تسهم في الإصابة. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أسباب سرطان الرئة، أنواعه، أعراضه في مراحله المتقدمة، طرق التشخيص، وسبل الوقاية.
أسباب الإصابة بسرطان الرئة
يشكل التدخين العامل الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، حيث يتسبب التدخين في نحو 90% من حالات الإصابة بهذا المرض لدى كل من الرجال والنساء. وتزداد احتمالية الإصابة بزيادة كمية السجائر التي يتم تدخينها يوميًا وطول مدة التدخين.
إلى جانب التدخين المباشر، يتعرض بعض الأشخاص للإصابة بسرطان الرئة بسبب التدخين السلبي، وهو استنشاق الدخان الصادر عن تدخين الآخرين. حتى التعرض لفترات قصيرة للدخان السلبي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.
هناك أيضًا عوامل بيئية مثل غاز الرادون، وهو غاز طبيعي قد يتسرب من الأرض ويتجمع في المنازل. التعرض المستمر لهذا الغاز يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة.
أنواع سرطان الرئة
تنقسم أنواع سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين حسب نوع الخلايا السرطانية:
1. سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة
هذا النوع يشكل نسبة أقل من بين الحالات، ويُعرف بسرطان خلايا سنابل الشوفان بسبب شكل الخلايا تحت المجهر. يرتبط هذا النوع عادةً بالتدخين ويتميز بسرعة انتشاره إلى الأعضاء الأخرى.
2. سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة
يشمل هذا النوع معظم الحالات، وينقسم إلى عدة أنواع فرعية:
- السرطان كبير الخلايا: يتميز بوجود خلايا كبيرة وغير محددة الشكل.
- السرطان الغدي: يصيب غالبًا الأنسجة التي تنتج المخاط.
- سرطان الخلايا الحرشفية: يصيب الأنسجة المبطنة لمجاري التنفس داخل الرئة.
أعراض سرطان الرئة المتأخر
في مراحله المبكرة، غالبًا ما لا يسبب سرطان الرئة أي أعراض واضحة، مما يجعل اكتشافه صعبًا. لكن مع تقدم المرض وانتشاره، تبدأ الأعراض في الظهور بوضوح. إليك بعض أبرز أعراض سرطان الرئة المتأخر:
1. السعال المستمر
يُعتبر السعال المستمر واحدًا من أبرز الأعراض التي يعاني منها المصابون بسرطان الرئة. قد يكون السعال مصحوبًا ببلغم يحتوي على دم في المراحل المتأخرة.
2. ضيق التنفس
مع انتشار الورم، قد يبدأ المريض بالشعور بصعوبة في التنفس نتيجة انسداد مجاري التنفس أو تضرر الأنسجة المحيطة بالرئتين.
3. ضعف الطاقة والإرهاق
يؤثر السرطان على قدرة الجسم على الحصول على الأكسجين بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى شعور مستمر بالتعب وضعف الطاقة.
4. مضاعفات في المعدة
يعاني 10-20% من مرضى سرطان الرئة المتأخر من ارتفاع في مستويات الكالسيوم في الدم، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الإمساك، الغثيان، فقدان الشهية، وحتى فقدان الرغبة في شرب الماء.
5. آلام في الظهر والكتف
في بعض الحالات، ينتشر سرطان الرئة إلى الظهر أو الكتفين أو الذراعين. قد يحدث ذلك نتيجة لإصابة المريض بما يُعرف بمتلازمة “بانكوست”، وهي نوع من السرطان يؤثر على العصب العيني ونصف الوجه.
6. أعراض عصبية
مع انتشار السرطان إلى الجهاز العصبي، قد يواجه المريض دوارًا وصعوبة في التوازن. وقد تتأثر العضلات، مما يجعل التحكم في الحركة أكثر صعوبة.
7. تورم الأصابع والأظافر
قد تصبح أطراف الأصابع أكثر انتفاخًا وتلمع الأظافر بشكل غير طبيعي نتيجة إفراز الخلايا السرطانية مواد كيميائية تشبه الهرمونات التي تؤثر على تدفق السوائل إلى الأطراف.
أخطر أعراض سرطان الرئة المتأخر
تتمثل أخطر أعراض سرطان الرئة المتأخر في تطور الخلايا السرطانية إلى ورم كبير داخل الرئتين، مما يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل:
1. تكرار التهابات الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي
قد يظهر السرطان على شكل نوبات متكررة من التهابات الجهاز التنفسي، مثل التهابات الشعب الهوائية المتكررة أو الالتهاب الرئوي.
2. تغير الصوت
عندما يزداد حجم الورم، قد يؤثر على الحبال الصوتية مما يؤدي إلى تغيرات في الصوت.
3. انسداد الرئة
في بعض الحالات، يمكن أن ينتشر السرطان إلى الشعب الهوائية ويسبب انسدادًا فيها، مما يجعل التنفس أكثر صعوبة ويُحدث صوت صفير أثناء التنفس.
4. انتشار السرطان إلى الأعضاء الأخرى
قد تنتقل الخلايا السرطانية من الرئة إلى مجرى الدم وتنتشر إلى أعضاء أخرى مثل العظام أو الدماغ أو الكبد، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الجلطات الدموية أو كسور العظام.
تشخيص سرطان الرئة
تشخيص سرطان الرئة يعتمد على الفحص السريري والفحوصات المتخصصة مثل الأشعة والفحوصات المخبرية. هناك مجموعة من الفحوصات التي يُوصى بها للكشف عن سرطان الرئة:
1. التصوير بالأشعة السينية
يُستخدم للكشف عن أي تغيرات أو نمو غير طبيعي في الرئتين.
2. التصوير المقطعي المحوسب (CT)
يساعد هذا الفحص في تقديم صور مفصلة للرئتين يمكن من خلالها اكتشاف الأورام الصغيرة.
3. فحص الرنين المغناطيسي (MRI)
يُستخدم لتقييم مدى انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الدماغ أو العمود الفقري.
4. فحص الأنسجة والخزعة
يتم أخذ عينة من الأنسجة المصابة لفحصها تحت المجهر لتحديد نوع السرطان ومرحلته.
الوقاية من سرطان الرئة
الوقاية من سرطان الرئة تتطلب تغييرات في العادات اليومية والاهتمام بالصحة بشكل عام. إليك بعض النصائح للوقاية من سرطان الرئة:
1. الإقلاع عن التدخين
يُعد الامتناع عن التدخين من أهم الخطوات الوقائية. يُفضل تجنب التعرض لأي نوع من الدخان، بما في ذلك التدخين السلبي.
2. تجنب التعرض لغاز الرادون
يجب التأكد من أن المنزل خالٍ من أي تسربات لغاز الرادون، ويمكن القيام بفحوصات منزلية للتأكد من ذلك.
3. الابتعاد عن المواد الكيميائية الضارة
الأشخاص الذين يعملون في بيئات صناعية تتضمن مواد كيميائية ضارة يجب عليهم اتخاذ احتياطات لحماية أنفسهم من التعرض للمواد المسرطنة.
4. اتباع نظام غذائي صحي
النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات كبيرة من الفواكه والخضروات الطازجة والمعادن والفيتامينات يساهم في تعزيز جهاز المناعة ومقاومة الأمراض.
5. ممارسة الرياضة بانتظام
النشاط البدني يعزز من صحة الرئتين والجهاز القلبي الوعائي، ويقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة.