محتويات
الغدة الدرقية: تعريف ووظائفها
الغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء المهمة في الجسم، وتقع في مقدمة الرقبة على شكل فراشة حول القصبة الهوائية. تقوم الغدة الدرقية بإفراز هرمونات مهمة لتنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، وأهم هذه الهرمونات هي:
- هرمون الثيروكسين (T4): يعتبر هذا الهرمون أساسياً في التحكم بعملية التمثيل الغذائي في الجسم، مما يساعد على تنظيم ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، والهضم.
- هرمون التريودوثيرونين (T3): هذا الهرمون يساهم بشكل كبير في تحويل الغذاء إلى طاقة من خلال تنظيم معدل الأيض في الخلايا.
الغدة الدرقية تعتمد على عنصر اليود الذي يحصل عليه الجسم من الغذاء والماء، وخصوصاً من الأطعمة البحرية. نقص كمية اليود في الجسم يؤدي إلى تعطيل عمل الغدة الدرقية، وبالتالي يسبب أمراضاً ومشاكل صحية تتعلق بعمل الغدة.
نقص نشاط الغدة الدرقية
نقص نشاط الغدة الدرقية أو ما يعرف بـ قصور الغدة الدرقية هو حالة تصيب الغدة حيث تفشل في إنتاج الكميات الكافية من الهرمونات المطلوبة للجسم. عندما تنخفض مستويات هذه الهرمونات، تتأثر العديد من الوظائف الحيوية، وخاصة عملية التمثيل الغذائي. هذا يؤدي إلى بطء في عمل وظائف الجسم المتنوعة، ويتسبب في العديد من الأعراض والمشاكل الصحية.
أعراض نقص نشاط الغدة الدرقية
تتنوع أعراض نقص نشاط الغدة الدرقية بشكل واسع، إذ أنها تؤثر على الجسم بأكمله، ويمكن أن تشمل الأعراض الشائعة:
- الإرهاق والخمول: نتيجة نقص هرمونات الغدة الدرقية، يقل إنتاج الطاقة في الجسم، مما يؤدي إلى الشعور الدائم بالإرهاق والخمول.
- زيادة الحساسية للبرد: يعاني المريض من شعور دائم بالبرد وعدم القدرة على تحمله، حتى في درجات الحرارة المعتدلة.
- جفاف الجلد والشعر: يصبح الجلد جافًا وسميكًا، وقد يعاني المريض من تقصف الأظافر وتساقط الشعر.
- بطء ضربات القلب: يتأثر القلب أيضًا، حيث يمكن أن يسبب نقص هرمونات الغدة الدرقية بطء في ضربات القلب وضعف انقباض العضلة القلبية.
- مشاكل في الجهاز الهضمي: يصاب المريض بالإمساك، حيث تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على حركة الجهاز الهضمي.
- ضعف العضلات والمفاصل: يشعر المريض بآلام في العضلات، ويمكن أن تتورم العضلات وتتيبس.
- تضخم الغدة الدرقية: في بعض الحالات، يؤدي قصور الغدة إلى تضخم الغدة نفسها، ما يُعرف بـ “الدراق”.
- زيادة الوزن: يعاني المرضى من زيادة ملحوظة في الوزن، رغم تناولهم كميات طبيعية من الطعام.
أعراض نقص إفراز الغدة الدرقية عند كبار السن
تتشابه أعراض نقص نشاط الغدة الدرقية عند كبار السن مع الأعراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مما يجعل التشخيص أكثر تعقيدًا. من بين الأعراض الأكثر شيوعًا:
- جفاف البشرة.
- الإمساك.
- اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب أو القلق.
- ضعف الذاكرة أو حتى فقدانها بشكل جزئي.
- زيادة الوزن بسبب بطء عمليات الأيض.
بسبب تشابه الأعراض مع التغيرات الطبيعية المصاحبة للشيخوخة، قد يكون من الصعب اكتشاف مرض قصور الغدة الدرقية عند كبار السن إلا بعد إجراء اختبارات طبية خاصة.
أعراض نقص إفراز الغدة الدرقية عند النساء
تعتبر النساء من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بقصور الغدة الدرقية، خاصة مع التقدم في العمر. يؤثر نقص الهرمونات بشكل خاص على صحة المرأة ووظائفها الجسدية، ومن بين الأعراض المميزة:
- اضطرابات الدورة الشهرية: يمكن أن تعاني المرأة من نزيف غير منتظم أو طويل الأمد، أو تأخر في الدورة الشهرية أو انقطاعها.
- صعوبة الحمل: يؤثر نقص هرمونات الغدة على وظائف المبيض والإباضة، مما يؤدي إلى صعوبات في الحمل.
- مشاكل في الحمل: إذا لم يتم علاج قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل، قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة للأم والجنين مثل فقر الدم أو حتى تسمم الحمل.
- زيادة هرمون البرولاكتين: قد يزيد مستوى هرمون الحليب، مما يؤدي إلى صعوبة في الحمل.
أعراض نقص إفراز الغدة الدرقية عند الأطفال والمراهقين
قد يظهر نقص نشاط الغدة الدرقية عند الأطفال والمراهقين من خلال عدة أعراض، وهي تختلف عن الأعراض التي تظهر عند البالغين. تشمل هذه الأعراض:
- تأخر في النمو: قد يكون الأطفال أقصر من أقرانهم.
- تأخر في البلوغ: قد يتأخر دخول الطفل في مرحلة البلوغ.
- ضعف في النمو العقلي: يؤثر نقص الغدة على القدرات الذهنية للطفل، ولكنه يمكن تصحيحه بالعلاج المناسب.
أعراض نقص إفراز الغدة الدرقية عند حديثي الولادة
يمكن أن يظهر نقص نشاط الغدة الدرقية عند حديثي الولادة بسبب عدم اكتمال نمو الغدة. تشمل الأعراض:
- لسان كبير وسميك.
- انتفاخ الوجه.
- بقع ناعمة على فروة الرأس.
- بكاء بصوت أجش.
- الإمساك.
- الفتق السري.
- اليرقان.
أعراض نقص إفراز الغدة الدرقية المزمن والشديد
إذا لم يتم علاج نقص نشاط الغدة الدرقية، فقد تتطور الأعراض لتصبح أكثر حدة وتشمل:
- انتفاخ الوجه والساقين.
- زيادة الحساسية للبرد.
- جفاف وشحوب البشرة.
- تساقط الشعر.
- الصداع المستمر.
أسباب نقص إفراز الغدة الدرقية
توجد عدة أسباب تؤدي إلى نقص إفراز الغدة الدرقية، من بينها:
- استئصال الغدة الدرقية: يمكن أن يؤدي استئصال الغدة بالكامل أو جزئيًا إلى نقص إفراز الهرمونات.
- عيوب خلقية: يولد بعض الأشخاص بغدة درقية غير مكتملة أو غير طبيعية.
- تناول أدوية معينة: بعض الأدوية مثل الليثيوم تؤثر على نشاط الغدة.
- التهاب الغدة الدرقية: مرض هاشيموتو هو السبب الأكثر شيوعًا لنقص إفراز الغدة، حيث يهاجم الجهاز المناعي الغدة.
- التعرض للعلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي أحيانًا لعلاج سرطان الغدة أو مشاكل أخرى، ولكنه قد يؤثر على وظيفتها.
تشخيص نقص إفراز الغدة الدرقية
تشخيص نقص نشاط الغدة الدرقية يعتمد على مزيج من الفحوصات السريرية والمخبرية. تشمل طرق التشخيص:
- فحص الدم: لقياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية (T3 وT4) وهرمون محفز الغدة الدرقية (TSH).
- فحص الرقبة: باستخدام الأشعة فوق الصوتية لتحديد وجود أي تضخم أو أورام في الغدة.
- أخذ عينة بالإبرة: لفحص الأنسجة إذا كان هناك اشتباه بوجود ورم.
- اختبار حديثي الولادة: يتم إجراء اختبارات تحري لنقص نشاط الغدة عند المواليد الجدد.
علاج نقص إفراز الغدة الدرقية
يعتمد علاج قصور الغدة الدرقية على تعويض نقص الهرمونات، وذلك من خلال:
- العلاج الهرموني: يتم استخدام هرمون الثيروكسين الصناعي لتعويض نقص الهرمونات. هذا العلاج يكون مدى الحياة ويحتاج إلى متابعة دقيقة.
- العلاج الجراحي: في حالة وجود أورام في الغدة، قد يتطلب العلاج استئصال الغدة جزئيًا أو كليًا.
- تعويض الكالسيوم: قد يؤدي استئصال الغدة إلى نقص في مستويات الكالسيوم في الجسم، مما يستدعي تناول مكملات الكالسيوم.