محتويات
الغدة الدرقية: تعريفها ووظائفها والاضطرابات المرتبطة بها
الغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء الهامة في الجسم، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم العديد من العمليات الحيوية. توجد الغدة الدرقية في مقدمة العنق، أسفل تفاحة آدم، وهي على شكل فراشة. تقوم بإفراز هرمونات أساسية تؤثر على مختلف وظائف الجسم، من عمليات الأيض إلى تنظيم درجة حرارة الجسم، وحتى التأثير على معدل ضربات القلب. ومع ذلك، يمكن أن تتعرض الغدة الدرقية للاضطرابات التي تؤثر على نشاطها، سواء كان ذلك عن طريق فرط النشاط أو نقصه، مما يؤدي إلى تأثيرات صحية كبيرة قد تتطلب تدخلًا طبيًا.
وظائف الغدة الدرقية
تفرز الغدة الدرقية نوعين رئيسيين من الهرمونات: هرمون ثلاثي يودوثيرونين (T3) و هرمون الثيروكسين (T4). هذان الهرمونان هما المفتاح لتنظيم العديد من الوظائف الحيوية. من بين هذه الوظائف:
- تنظيم الأيض: يعد الأيض أو التمثيل الغذائي عملية أساسية لتحويل الطعام إلى طاقة. يلعب هرمونا T3 وT4 دورًا كبيرًا في تسريع أو تباطؤ هذه العملية، مما يؤثر على كمية السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم.
- تنظيم درجة حرارة الجسم: الغدة الدرقية تعمل على الحفاظ على توازن درجة حرارة الجسم، مما يساعد الجسم على التأقلم مع التغيرات في البيئة المحيطة.
- تنظيم معدل ضربات القلب: الهرمونات الدرقية تؤثر على سرعة نبضات القلب وضغط الدم. زيادة إفراز هرمونات الغدة قد يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، بينما نقص إفرازها قد يؤدي إلى انخفاضهما.
- دعم نمو الأطفال: تلعب الغدة الدرقية دورًا حيويًا في دعم نمو الجسم والعقل لدى الأطفال، بدءًا من مرحلة الطفولة وحتى البلوغ.
- دعم صحة الجهاز العصبي: تؤثر الغدة الدرقية على وظائف الدماغ والأعصاب، ويؤدي أي اختلال في نشاطها إلى مشكلات في التركيز والذاكرة وحتى المزاج.
اضطرابات الغدة الدرقية
يمكن أن تتعرض الغدة الدرقية لعدد من الاضطرابات، وقد يحدث هذا نتيجة فرط النشاط أو نقصه. ويختلف تأثير هذه الاضطرابات بناءً على مدى الاختلال في إفراز الهرمونات.
فرط نشاط الغدة الدرقية
فرط نشاط الغدة الدرقية يحدث عندما تقوم الغدة الدرقية بإنتاج كميات كبيرة من الهرمونات الدرقية، مما يؤدي إلى تسريع العمليات الحيوية في الجسم. وتشمل أسباب فرط النشاط:
- داء غريفز (Graves’ disease): يعد هذا المرض أحد الأسباب الرئيسية لفرط نشاط الغدة الدرقية. وهو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه جهاز المناعة الغدة الدرقية، مما يجعلها تنتج كميات مفرطة من الهرمونات.
- العقيدات الدرقية: قد تظهر عقيدات على الغدة الدرقية وتسبب زيادة في إفراز الهرمونات بشكل مؤقت أو دائم.
- التهاب الغدة الدرقية: بعض أنواع الالتهابات، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية، يمكن أن تسبب زيادة مؤقتة في نشاط الغدة.
- الأدوية: قد تؤدي بعض الأدوية إلى تحفيز نشاط الغدة الدرقية بشكل مفرط.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
الأعراض التي تظهر على الأطفال المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية تشمل:
- فقدان الوزن رغم الشهية الجيدة: نظرًا لزيادة معدل الأيض، قد يفقد الطفل الوزن حتى وإن كان يتناول كميات كبيرة من الطعام.
- سرعة نبضات القلب: يمكن أن يعاني الأطفال من زيادة في معدل ضربات القلب حتى في حالات الراحة.
- التعرق الزائد: يعاني المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية من التعرق المفرط، حتى في الطقس البارد.
- التوتر العصبي: يمكن أن يعاني الأطفال من القلق والعصبية الزائدة بسبب التأثيرات الهرمونية على الجهاز العصبي.
- بروز العينين: يُعد بروز العينين واحدًا من العلامات البارزة المرتبطة بداء غريفز.
- الإسهال المتكرر: قد يعاني الطفل من اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال.
- الحرارة الدائمة: يشعر الأطفال بالحرارة حتى في الأجواء الباردة، ويعاني البعض من ارتفاع حرارة الجلد.
قصور الغدة الدرقية
على العكس من فرط نشاط الغدة، يحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات. يعتبر هذا الاضطراب شائعًا بشكل أكبر ويمكن أن يظهر عند الرضع أو الأطفال في مراحل مختلفة.
أسباب قصور الغدة الدرقية
- عيوب خلقية: قد يولد الطفل بغدة درقية لا تعمل بشكل صحيح أو تكون غير متطورة.
- مرض هاشيموتو (Hashimoto’s thyroiditis): يعد هذا المرض مناعي ذاتي حيث يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تلفها وتقليل قدرتها على إنتاج الهرمونات.
- نقص اليود: نقص اليود في النظام الغذائي يمكن أن يؤثر على قدرة الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات بشكل صحيح.
أعراض قصور الغدة الدرقية
تختلف أعراض قصور الغدة الدرقية بناءً على العمر. عند الرضع، يمكن أن تشمل الأعراض:
- اليرقان (الصفرة) في الجلد والعينين.
- الإمساك المستمر.
- بطء النمو العقلي والجسدي.
- تورم في اللسان.
أما عند الأطفال والمراهقين، تشمل الأعراض:
- زيادة الوزن غير المبررة.
- تباطؤ النمو الجسدي وقصر القامة مقارنة بأقرانهم.
- تباطؤ النمو العقلي وصعوبات في التعلم.
- تأخر البلوغ أو عدم انتظام الدورة الشهرية عند الفتيات.
- تباطؤ نبضات القلب.
- جفاف الجلد والشعر.
تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية
يتم تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية من خلال مجموعة من الفحوصات التي تشمل:
- اختبارات الدم: يتم قياس مستويات الهرمونات الدرقية (T3 وT4) وكذلك هرمون الغدة النخامية المحفز للغدة الدرقية (TSH). يُستخدم هذا الاختبار لتحديد ما إذا كانت الغدة تعمل بشكل طبيعي أم لا.
- التصوير الشعاعي: مثل استخدام الأشعة فوق الصوتية لرؤية الغدة الدرقية وتحديد وجود أي عقيدات أو تضخم.
- اختبارات امتصاص اليود المشع: يتم ذلك لمعرفة مدى نشاط الغدة الدرقية في إنتاج الهرمونات، خاصة في حالات فرط النشاط.
- خزعة بالإبرة الدقيقة: يتم أخذ عينة صغيرة من الغدة لفحصها إذا كان هناك شك في وجود التهاب أو سرطان.
علاج اضطرابات الغدة الدرقية
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
- الأدوية المضادة للدراق: مثل الميثيمازول، وتعمل هذه الأدوية على تقليل إنتاج الهرمونات الدرقية.
- حاصرات بيتا: تستخدم لتنظيم ضربات القلب والسيطرة على أعراض مثل القلق والتوتر العصبي.
- العلاج باليود المشع: يُستخدم لتدمير خلايا الغدة الدرقية الزائدة، لكنه غير مناسب للأطفال دون سن العاشرة.
- الجراحة: في بعض الحالات، يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإزالة جزء من الغدة أو كلها.
علاج قصور الغدة الدرقية
يتم عادةً باستخدام الهرمونات البديلة مثل الثيروكسين الصناعي (T4)، الذي يعوض نقص هرمونات الغدة في الجسم.