محتويات
عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة
تُعد عيوب القلب الخلقية من أبرز المشكلات الصحية التي قد تواجه الأطفال حديثي الولادة، حيث تؤثر هذه العيوب بشكل كبير على حياتهم وصحتهم العامة. يتم تشخيص العديد من هذه العيوب قبل الولادة باستخدام تقنيات التصوير بالموجات فوق الصوتية، بينما قد يتم اكتشاف بعضها الآخر بعد الولادة. تنقسم عيوب القلب الخلقية إلى نوعين رئيسيين، وفيما يلي سنتناول تفاصيل كل نوع.
الأنواع المختلفة من عيوب القلب الخلقية
1. العيوب الشديدة والخطرة
تظهر هذه العيوب غالبًا في مراحل مبكرة من حياة الطفل، سواء عند الولادة أو في الأشهر الأولى. تشمل الأعراض التي قد تشير إلى وجود عيب خلقي شديد ما يلي:
- تحول لون جلد الطفل إلى الرمادي أو الأزرق: يعد تغير اللون علامة على نقص الأكسجين في الدم، وهو عرض يتطلب عناية طبية فورية.
- تنفس غير طبيعي وسريع: يمكن أن يظهر هذا العرض في شكل صعوبة في التنفس أو تسارع معدل التنفس.
- تورم في مناطق مختلفة من الجسم: يمكن أن يحدث تورم في البطن أو الساقين أو حول العينين، مما يعكس مشكلة في تدفق الدم أو السوائل.
- قلة وزن الطفل: قد يعاني الطفل من فقدان الوزن بسبب صعوبة التنفس، مما يؤثر على قدرته على التغذية بشكل جيد.
2. العيوب الأقل شدة وخطورة
تظهر هذه العيوب عادةً في مراحل لاحقة من حياة الطفل، وغالبًا ما تكون غير مصحوبة بأعراض واضحة في البداية. من الأعراض التي قد تظهر لاحقًا:
- الإرهاق السريع: يشعر الطفل بالتعب بسهولة، وقد يفقد الوعي خلال ممارسة الأنشطة البدنية.
- ضيق التنفس أثناء النشاط البدني: قد يشعر الطفل بصعوبة في التنفس عند ممارسة التمارين أو أي مجهود بدني.
- تورم في اليدين والقدمين: قد يتسبب تجمع السوائل في الجسم في حدوث تورم، مما يستدعي استشارة الطبيب.
أنواع عيوب القلب الخلقية
توجد العديد من العيوب الخلقية التي يمكن أن تُلاحظ عند حديثي الولادة، ومن أبرزها:
- البطين الأيمن ذو المخرجين.
- الجذع الشرياني.
- تحويل الشرايين الكبيرة.
- متلازمة وولف باركنسون وايت (WPW).
- تضييق الأبهر.
- تضييق الصمام الرئوي.
- رباعية فالو.
- الحلقات الوعائية.
- شذوذ إيبشتاين.
- الشذوذ الخلقي للصمام التاجي.
- القناة الشريانية السالكة.
- رتق الرئة مع سلامة الحاجز البطيني.
- تشوه الحاجز البطيني.
- عيب الحاجز الأذيني.
- رتق الرئة.
- رتق الصمام ثلاثي الشرف.
البطين الأيمن ذو المخرجين
هذه الحالة تعتبر عيبًا خلقيًا يتسبب في وجود الوعاءين الدمويين الرئيسيين في القلب في وضع غير طبيعي. في القلب الطبيعي، يتصل الشريان الأورطي بالبطين الأيسر، بينما يتصل الشريان الرئوي بالبطين الأيمن. أما في حالة البطين الأيمن ذو المخرجين، فإن الشريان الأورطي والشريان الرئوي يتصلان بالبطين الأيمن فقط، مما يؤدي إلى اختلاط الدم الغني بالأكسجين مع الدم الفقير بالأكسجين.
الأعراض والمضاعفات
- نقص تشبع الأكسجين: يُعاني الطفل من نسبة تشبع أكسجين أقل من الطبيعي، مما قد يؤثر على صحته العامة.
- فشل القلب: إذا كانت كمية الدم المتدفقة من الشريان الرئوي غزيرة، فإن ذلك قد يؤدي إلى فشل القلب وضعف نمو الطفل.
- ازرقاق الجلد: إذا قلت كمية الدم المتدفقة في الشريان الرئوي، سيتحول لون جلد الطفل للأزرق.
تتطلب هذه الحالة عادةً إجراء عملية جراحية لتصحيح العيوب، إما بعد الولادة مباشرة أو خلال عدة أشهر.
الجذع الشرياني
يُعتبر الجذع الشرياني عيبًا خلقيًا نادرًا وخطيرًا، يحدث عندما يخرج وعاء دموي كبير واحد من القلب بدلاً من وجود شريانين منفصلين. يؤدي هذا العيب إلى مشاكل في الدورة الدموية، حيث ينتقل الدم المختلط (الذي يحتوي على نسبة عالية من الأكسجين) مع الدم الفقير بالأكسجين.
الأعراض
- ازرقاق الجلد: يصبح لون جلد الطفل أزرقًا، خاصةً في منطقة الشفاه والأطراف.
- سوء التغذية: قد يضعف نمو الطفل بسبب عدم حصوله على ما يكفي من الأكسجين.
- خفقان القلب وضيق التنفس: يُعاني الطفل من صعوبة في التنفس وخفقان في القلب.
تتطلب هذه الحالة رعاية طبية فورية، ويجب إجراء عملية جراحية لتصحيح العيب.
تحويل الشرايين الكبيرة
هذا العيب ينطوي على تبديل مكان الشريانيين الأساسيين الخارجين من القلب. إذا لم يتم تشخيص هذه الحالة وعلاجها، فقد تكون قاتلة. هناك نوعان، حيث يتبدل مكان الشريانين الأساسيين:
- تبدل الشرايين اليمنى: يؤدي إلى انخفاض كمية الأكسجين في الجسم.
- تبدل الشرايين اليسارية: يُعتبر أقل شيوعًا.
الأعراض
- ازرقاق الجلد: يُعتبر من العلامات المبكرة للإصابة.
- فقدان الشهية: يزيد من صعوبة نمو الطفل.
تتطلب هذه الحالة رعاية طبية فورية، خاصة إذا كانت الأعراض تشير إلى انخفاض حاد في مستويات الأكسجين.
متلازمة وولف باركنسون وايت (WPW)
تُعتبر متلازمة وولف باركنسون وايت عيبًا خلقيًا نادرًا يتسبب في نوبات متكررة من زيادة معدل ضربات القلب. يمكن أن تُكتشف هذه المتلازمة في أي مرحلة من مراحل الحياة، وغالبًا ما يتم اكتشافها صدفة أثناء فحص القلب.
الأعراض
- زيادة سرعة ضربات القلب: يمكن أن تؤدي إلى دوخة أو إغماء.
- ضيق التنفس: قد يُعاني المصاب من صعوبة في التنفس خلال النشاط البدني.
- ألم في الصدر: قد يكون هذا عرضًا مصاحبًا، ويجب مراقبته بعناية.
الوقاية من العيوب الخلقية
رغم أن بعض العيوب الخلقية قد لا يمكن الوقاية منها، إلا أنه يمكن اتخاذ بعض التدابير للحد من خطر حدوثها، مثل:
- تناول الفيتامينات: يُعتبر حمض الفوليك مهمًا جدًا للنساء الحوامل حيث يُساعد في تقليل مخاطر العيوب الخلقية.
- الابتعاد عن التدخين والكحول: يجب على النساء الحوامل تجنب هذه المواد الضارة.
- استشارة الطبيب: يُنصح بعدم تناول أي أدوية دون استشارة طبية، خاصة خلال فترة الحمل.
- الحصول على التطعيمات: يجب أن تتأكد النساء من تلقي التطعيمات اللازمة، مثل تطعيم الحصبة الألمانية، قبل الحمل.