محتويات
عملية قلب مفتوح لتغيير الشرايين
تُعتبر عملية القلب المفتوح لتغيير الشرايين من أكثر العمليات شيوعًا بين الأفراد الذين يعانون من اضطرابات شديدة في القلب. وتعتبر هذه العملية من أخطر الجراحات التي يقوم بها المرضى، نظرًا لأنها تتطلب دقة عالية واحترافية من الطبيب القائم على إجرائها. لذلك، يعتبر اختيار الجراح المناسب لإجراء هذه العملية من الأمور الحاسمة التي يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بها. وفي هذا السياق، نتناول في هذا المقال بعض المعلومات الهامة حول عملية القلب المفتوح، متى تحتاج إليها، مخاطرها، طريقة الاستعداد لها، كيفية إجرائها، وما يجب توقعه بعد العملية.
متى تحتاج عملية القلب المفتوح؟
تستهدف عملية القلب المفتوح بشكل أساسي تحسين تدفق الدم إلى عضلة القلب. ويتم ذلك عادة من خلال إجراء مجازة الشريان التاجي، وهي من أكثر الإجراءات شيوعًا في هذا النوع من العمليات. تهدف هذه العملية إلى استبدال أو إصلاح الشرايين التالفة، مما يعيق تدفق الدم بشكل فعال.
قد تُجرى هذه العملية أيضًا لعلاج بعض العيوب الخلقية التي قد يكون المريض قد وُلد بها، بالإضافة إلى معالجة اضطرابات نبضات القلب من خلال زراعة أجهزة تنظيم ضربات القلب. إن عدم كفاءة تدفق الدم إلى القلب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل النوبات القلبية، ولذلك تُعد هذه العملية ضرورية في بعض الحالات.
مخاطر عملية القلب المفتوح
مثل أي إجراء جراحي كبير، تحمل عملية القلب المفتوح بعض المخاطر. من بين هذه المخاطر:
- النوبة القلبية: تعتبر واحدة من أكثر المخاطر شيوعًا بعد العملية.
- فشل الأعضاء: مثل الفشل الكلوي أو الرئوي، والذي يمكن أن يحدث نتيجة التغيرات في الدورة الدموية.
- اضطرابات نبض القلب: قد تحدث تغييرات ملحوظة في نظم نبضات القلب أثناء وبعد العملية.
- عدوى: يمكن أن تحدث عدوى في منطقة الشق الجراحي، مما قد يتطلب علاجًا إضافيًا.
- التهاب رئوي: حيث قد يتعرض المريض لمشاكل في التنفس أو التهاب في الرئتين.
- السكتة الدماغية: وهي من المخاطر الخطيرة التي قد تحدث أثناء العملية أو بعدها.
- نزيف شديد: هناك احتمال كبير للتعرض لنزيف أثناء أو بعد العملية، مما قد يؤدي إلى فقدان الدم وتلف الأوعية الدموية.
الاستعداد لعملية القلب المفتوح
تعتبر مرحلة التحضير للعملية من العوامل المهمة التي تؤثر على نجاحها. يجب أن يُعلم المريض الطبيب بجميع الأدوية التي تناولها سابقًا، ويجب عدم تناول أي أدوية إلا بعد استشارة الطبيب المختص. كما يتعين على المريض إبلاغ الطبيب عن أي أمراض يعاني منها قبل إجراء العملية.
إذا كان المريض يدخن أو يستهلك الكحول، يُنصح بشدة بالتوقف عن هذه العادات قبل فترة من العملية. من الضروري أيضًا الابتعاد عن الأدوية مثل الإيبوبروفين، والأسبرين، والوارفرين، حيث يمكن أن تؤثر على سيولة الدم وتزيد من مخاطر النزيف.
قبل العملية بساعات، قد يطلب الطبيب من المريض الاستحمام باستخدام صابون خاص يُساعد في القضاء على أي بكتيريا، مما يساهم في تقليل خطر العدوى أثناء العملية.
كيف يتم إجراء عملية القلب المفتوح؟
تبدأ العملية بتخدير المريض بشكل كامل لتفادي أي شعور بالألم أثناء الإجراء. بعد ذلك، يقوم الطبيب بإجراء شق في الجزء السفلي من الصدر، قد يصل طوله إلى 20 أو 25 سنتيمترًا. يتطلب الأمر فصل بعض العظام في منطقة القفص الصدري لتمكين الوصول إلى القلب.
بعد ذلك، يُوصَل المريض بجهاز المجازة القلبية الرئوية، والذي يقوم بنقل الدم أثناء العملية. يُستخدم شريان جديد لتوفير تدفق الدم بشكل سليم إلى القلب. بعد الانتهاء من العملية، يتم إغلاق العظام في القفص الصدري باستخدام أسلاك خاصة.
ما بعد إجراء عملية القلب المفتوح
بعد استيقاظ المريض، سيلاحظ وجود ثلاثة أنابيب موصولة بصدره، تعمل على التخلص من السوائل الزائدة في منطقة الصدر. كذلك، يتم توصيل أنبوب في ذراع المريض لتغذيته، وآخر للمثانة للإفراغ.
يظل المريض في العناية المركزة لمدة يوم كامل لمتابعة حالته عن كثب، وبعد ذلك يُنقل إلى غرفة خاصة حيث يقضي عادة حوالي ثلاثة أيام أو أكثر، حسب حالته الصحية.
الشفاء من عملية القلب المفتوح
تتطلب فترة الشفاء بعد عملية القلب المفتوح اتباع تعليمات محددة من الطبيب. إليك بعض التعليمات الرئيسية التي تعزز الشفاء:
1. الاعتناء بالجرح
يعتبر الاعتناء بمنطقة الجرح أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الشفاء. يجب أن تبقى المنطقة جافة وخالية من التلوث. بعد أن تلاحظ أن الجرح قد شفي ولم يعد يرشح، يمكنك البدء بالاستحمام، لكن يجب ألا تتجاوز مدة الاستحمام 10 دقائق، ويفضل استخدام ماء فاتر مع تجنب توجيه الماء مباشرة نحو الجرح.
2. الحصول على قسط كافٍ من النوم
بعد العملية، قد يواجه المريض صعوبة في الحصول على نوم هادئ. من المهم تناول مسكنات الألم قبل النوم بساعة، حيث سيساعد ذلك على تقليل الألم وتحسين نوعية النوم. يجب أيضًا تجنب تناول أي مشروبات تحتوي على الكافيين، خاصةً قبل الذهاب إلى السرير.
3. تخفيف الألم
الشعور بالألم بعد العملية هو أمر طبيعي، ولكن من المهم إدارة هذه الآلام بشكل فعال. يُنصح بالمواظبة على تناول الأدوية المسكنة التي يصفها الطبيب في مواعيدها المحددة، حيث أن هذا سيساهم بشكل كبير في تسريع عملية الشفاء.