أعراض ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال
تعتبر الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة واحدة من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا التي تصيب الأطفال، وغالبًا ما تكون علامة على أن الجسم يحارب عدوى أو التهابًا. على الرغم من أن الحمى قد تبدو مزعجة، إلا أنها في معظم الأحيان ليست ضارة وتزول مع مرور الوقت. ومع ذلك، قد تكون الحمى علامة على مشكلة صحية أكثر خطورة في بعض الأحيان، لذلك من الضروري معرفة الأعراض المرافقة لارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال وكيفية التعامل معها.
الأعراض الشائعة لارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال
هناك العديد من الأعراض التي يمكن أن تظهر عند ارتفاع درجة حرارة الطفل. هذه الأعراض تختلف بناءً على العمر والحالة الصحية العامة للطفل، ولكن بعض الأعراض الشائعة تشمل:
- التعرق: عندما يعاني الطفل من الحمى، يبدأ الجسم في التعرق بشكل مفرط في محاولة للتخلص من الحرارة الزائدة.
- رعشة وقشعريرة: يشعر الطفل بالبرد على الرغم من ارتفاع درجة حرارته، وقد يلاحظ الوالدين أن جسم الطفل يرتجف أو يعاني من قشعريرة.
- الصداع: الشعور بالصداع هو أحد الأعراض الشائعة التي تصاحب الحمى، ويعاني الأطفال عادة من ألم في الرأس عند ارتفاع درجة الحرارة.
- فقدان الشهية: عندما ترتفع درجة حرارة الطفل، يفقد شهيته للطعام ويقل رغبته في تناول الوجبات.
- آلام العضلات: الحمى قد تؤدي إلى آلام في العضلات والمفاصل، مما يجعل الطفل يشعر بالتعب والضعف.
- التعرض للجفاف: ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدي إلى زيادة في فقدان السوائل من الجسم عن طريق التعرق والبول، مما يزيد من خطر الجفاف.
- الإسهال أو القيء: في بعض الحالات، يمكن أن يصاحب الحمى أعراض هضمية مثل الإسهال أو القيء.
- النعاس والتعب: الشعور بالإرهاق والتعب الشديد هو أحد الأعراض الرئيسية التي يمكن أن تصاحب الحمى عند الأطفال.
- السعال أو التهاب الحلق: في كثير من الأحيان، يظهر على الطفل أعراض مرضية أخرى، مثل السعال أو التهاب الحلق، مما يشير إلى أن الحمى ناتجة عن التهاب أو عدوى.
قياس درجة حرارة الطفل
من المهم أن يتم قياس درجة حرارة الطفل بشكل دقيق لتحديد مدى خطورة الحالة. يمكن قياس درجة حرارة الطفل بعدة طرق مختلفة، حسب ما يتوافر لديك من أدوات وظروف. تشمل الطرق الشائعة ما يلي:
- القياس عن طريق الفم: يمكن وضع الترمومتر تحت لسان الطفل وطلب منه إغلاق فمه حتى تظهر القراءة.
- القياس عن طريق الشرج: يتم إدخال الترمومتر بلطف في فتحة الشرج للحصول على قراءة دقيقة لدرجة حرارة الجسم.
- القياس عن طريق الإبط: يُمكن وضع الترمومتر تحت الإبط وتثبيت الذراع بجانب الجسم لأخذ القراءة.
- الترمومتر الرقمي للأذن: يُمكن استخدام الترمومتر الرقمي لأخذ القراءة من الأذن بسرعة ودقة.
أسباب ارتفاع درجة حرارة الطفل
إن ارتفاع درجة حرارة الجسم هو جزء من استجابة الجسم الطبيعية لمكافحة الالتهابات والعدوى. ومع ذلك، قد تكون هناك عدة أسباب محتملة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الطفل، ومن أبرزها:
- العدوى: تعد الالتهابات مثل الالتهاب الرئوي، نزلات البرد، الإنفلونزا، التهاب الأذن، والتهاب الشعب الهوائية من أكثر الأسباب شيوعًا للحمى عند الأطفال.
- التطعيمات: قد يصاب الأطفال بارتفاع طفيف في درجة الحرارة بعد تلقي بعض التطعيمات، وهو رد فعل طبيعي لجهاز المناعة.
- التسنين: قد يرتفع قليلاً درجة حرارة الأطفال أثناء فترة التسنين، لكن هذا الارتفاع يكون غالبًا طفيفًا.
- الأمراض الالتهابية والمناعة الذاتية: بعض الأمراض الالتهابية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون، يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الأدوية: قد تسبب بعض الأدوية آثارًا جانبية تتضمن الحمى.
- السرطان أو الجلطات الدموية: في حالات نادرة، قد تكون الحمى علامة على وجود سرطان أو جلطة دموية.
كيفية علاج الحمى في المنزل
هناك العديد من الإجراءات البسيطة التي يمكن اتخاذها في المنزل لعلاج الحمى، خاصة إذا كانت الحمى خفيفة ومصحوبة بأعراض بسيطة. يمكن اتخاذ التدابير التالية للعناية بالطفل في المنزل:
- الراحة: تأكد من أن الطفل يستريح بشكل جيد في بيئة مريحة وهادئة.
- شرب السوائل: من الضروري تشجيع الطفل على شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب ومنع الجفاف.
- الاستحمام بماء فاتر: يمكن أن يساعد الحمام الفاتر في تخفيف الحمى بشكل ملحوظ، حيث يساهم في تبريد الجسم بلطف.
- الكمادات الباردة: وضع منشفة مبللة بالماء البارد على جبين الطفل يمكن أن يساهم في خفض درجة الحرارة.
- ارتداء ملابس خفيفة: يجب أن يرتدي الطفل ملابس خفيفة ومريحة لتجنب الاحتباس الحراري.
- الأدوية الخافضة للحرارة: في حالة استمرار الحمى وعدم تحسن الحالة باستخدام الطرق الطبيعية، يمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين وفقًا للتوجيهات الطبية.
متى يجب زيارة الطبيب
في معظم الحالات، يمكن علاج الحمى في المنزل دون الحاجة إلى استشارة الطبيب. ومع ذلك، هناك حالات تتطلب الرعاية الطبية الفورية، خاصة إذا ظهرت أعراض خطيرة مرافقة للحمى. يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- استمرار الحمى لفترة طويلة: إذا استمرت الحمى لأكثر من يومين عند الأطفال الصغار أو ثلاثة أيام عند الأطفال الأكبر سنًا.
- ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير: إذا تجاوزت درجة حرارة الطفل 39 درجة مئوية، أو إذا لم تستجب الحمى للعلاجات المنزلية.
- أعراض خطيرة: إذا كان الطفل يعاني من صداع شديد، طفح جلدي، التهاب في الحلق، أو ألم في الأذن.
- صعوبة في التنفس: إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في التنفس أو زرقان في الشفتين أو الأظافر.
- علامات الجفاف: مثل جفاف الفم أو نقص في عدد الحفاضات المبللة.
- الألم عند التبول: إذا كان الطفل يعاني من ألم أثناء التبول، فقد تكون الحمى ناتجة عن التهاب المسالك البولية.
أدوية خفض درجة حرارة الطفل
عند الحاجة إلى استخدام أدوية لخفض درجة حرارة الطفل، هناك مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تُستخدم لهذا الغرض. ومن أبرزها:
- الإيبوبروفين: يُستخدم للأطفال فوق سن ستة أشهر بجرعة تتراوح بين 400 و600 مليغرام كل ست ساعات وفقًا لتوصيات الطبيب.
- الباراسيتامول: يُعطى بجرعة تصل إلى 1000 ملليجرام كل ست ساعات للبالغين غير المصابين بأمراض الكبد، ويمكن استخدام التحاميل في حالة القيء.
- نابروكسين: يُعد دواءً مضادًا للالتهابات ويستخدم بجرعة قرصين كل 12 ساعة للبالغين.
- المضادات الحيوية: تُستخدم فقط في حالة الحمى الناتجة عن عدوى بكتيرية.
استخدام الأعشاب لتقليل الحمى
بالإضافة إلى الأدوية، يمكن استخدام بعض الأعشاب الطبيعية التي تساهم في خفض درجة حرارة الجسم. تشمل هذه الأعشاب:
- قشر البرتقال: يمكن غلي قشر البرتقال مع السكر وتناوله قبل الوجبات، ولكن يجب تجنبه لمرضى السكري.
- البقدونس: يمكن مضغ البقدونس أو إضافته إلى السلطة لتقليل الحمى.
- الزنجبيل: يُشرب كمشروب ساخن لخفض درجة الحرارة.
- الخيار الطازج: يُنصح بتناول نصف كيلو من الخيار الطازج مع القشر يوميًا.
- الزيزفون: يُحلى شاي الزيزفون بالعسل ويُشرب يوميًا.
طرق الوقاية من ارتفاع درجة الحرارة
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج. ولتجنب الإصابة بالحمى وارتفاع درجة الحرارة، يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية البسيطة مثل:
- غسل اليدين بانتظام: غسل اليدين قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض أو اللعب يمكن أن يقلل من فرص انتقال العدوى.
- تغطية الفم عند السعال أو العطس: يساعد ذلك في منع انتشار الجراثيم والفيروسات.
- تجنب لمس الوجه: يفضل عدم لمس الأنف أو الفم أو العينين، حيث إنها بوابات سهلة لدخول الجراثيم إلى الجسم.
- استخدام معقم اليدين: في حالة عدم وجود الماء والصابون، يمكن استخدام معقم اليدين.
- الابتعاد عن الأطفال المصابين: تجنب مشاركة الأدوات مع الأطفال الآخرين المصابين.
- تجنب التعرض للشمس المباشرة: في الأيام الحارة، يجب تقليل تعرض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة.