متى يتحمل الطفل وزنه على رجليه

منذ 4 ساعات
متى يتحمل الطفل وزنه على رجليه

متى يتحمل الطفل وزنه على رجليه؟

تحمل الطفل وزنه على رجليه هو خطوة مهمة في رحلة نموه الحركي، وتعد من المراحل الأساسية التي تمر بها جميع الأطفال. ومع ذلك، فإن توقيت حدوث هذه المرحلة قد يختلف من طفل لآخر، إذ تلعب عدة عوامل دورًا رئيسيًا في تحديد متى يمكن للطفل تحمل وزنه على رجليه. من المهم أن يفهم الآباء والأمهات أن تطور الأطفال ليس متطابقًا، ولا يجب مقارنة طفل بآخر في هذه المسألة.

تطور تحمل الطفل وزنه

يبدأ الطفل عادةً بمحاولة تحمل وزنه تدريجيًا على رجليه مع اقترابه من عمر الستة أشهر. عند هذه النقطة، يكون الطفل قد اكتسب بعض القوة العضلية والقدرة على التوازن، وهاتان المهارتان ضروريتان لبدء هذه المرحلة من التطور الحركي. مع مرور الوقت وتزايد محاولاته للوقوف والتمسك بالأشياء من حوله، يكتسب الطفل المزيد من القوة في ساقيه، ويبدأ في تطوير القدرة على المشي.

ورغم أن بعض الأطفال قد يظهرون استعدادهم لتحمل أوزانهم في عمر مبكر، فإن هناك آخرين قد يتأخرون في هذه العملية، ولا يوجد جدول زمني صارم يجب أن يتبعه الأطفال. الفروق الفردية في النمو تلعب دورًا كبيرًا في هذا، ويجب أن يتم التعامل مع هذه الفروق بتفهم وصبر.

العوامل المؤثرة في تحمل الطفل وزنه على رجليه

1. التطور الجسدي للطفل

تتفاوت سرعة النمو الجسدي بين الأطفال، فبينما قد يكون لدى بعض الأطفال بنية عضلية أقوى في سن مبكرة، قد يحتاج آخرون إلى مزيد من الوقت لتطوير العضلات اللازمة للوقوف. تعتمد قدرة الطفل على الوقوف على نمو العضلات والمفاصل بشكل كافٍ لتحمل وزن الجسم. من المهم هنا أن نفهم أن ضعف العضلات أو تأخر نموها قد يكون سببًا في تأخر الطفل في تحمل وزنه.

2. النضج العصبي

تلعب الإشارات العصبية دورًا هامًا في قدرة الطفل على التحكم في حركاته. إذ يحتاج الدماغ إلى التواصل بكفاءة مع العضلات لتنفيذ المهام الحركية مثل الوقوف والمشي. إذا كان هناك تأخر في تطور هذه الإشارات العصبية أو في التنسيق بينها، فقد يحتاج الطفل إلى مزيد من الوقت لتطوير مهاراته الحركية.

3. العوامل البيئية

البيئة المحيطة بالطفل تلعب دورًا كبيرًا في تحفيز تطوره الحركي. إذا كان الطفل يعيش في بيئة غنية بالتجارب الحركية – مثل وجود ألعاب تساعده على التوازن والحركة – فإن ذلك سيحفزه على المحاولة والوقوف بشكل أسرع. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعم والتشجيع من الوالدين مهم جدًا في تحفيز الطفل لاكتشاف قدراته.

4. التغذية السليمة

التغذية تلعب دورًا محوريًا في نمو الطفل الجسدي وتطور قدراته الحركية. الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين “د” مهمة لتقوية عظام الطفل. كذلك، البروتينات والفيتامينات والمعادن الأخرى تسهم في نمو العضلات وتطور الجهاز العصبي. من الضروري أن يحصل الطفل على غذاء متوازن لدعم نموه الحركي.

متى يجب أن نقلق بشأن تأخر الطفل في تحمل وزنه؟

في معظم الحالات، يبدأ الأطفال في تحمل أوزانهم على أرجلهم بين عمر 7 إلى 8 أشهر. إذا لم يظهر الطفل أي تقدم في هذا الأمر بحلول هذا العمر، يمكن أن يكون ذلك علامة على وجود مشكلة تستدعي التدخل الطبي. يُنصح الآباء بمتابعة تطور الطفل الحركي عن كثب واستشارة الطبيب إذا تأخر الطفل عن تحمل وزنه على رجليه دون وجود سبب واضح.

الحالات التي تستدعي القلق:

  1. الأمراض العصبية: إذا كان الطفل يعاني من أمراض عصبية، سواء نتيجة لعوامل وراثية أو عضوية، قد يؤثر ذلك على قدرته على الوقوف وتحمل وزنه. الأمراض العصبية قد تتطلب تدخلات طبية وعلاجية مبكرة لضمان تطور سليم للطفل.
  2. ضعف العضلات أو الرخاوة: يعاني بعض الأطفال من ضعف عام في عضلات الجسم أو من رخاوة زائدة، مما يجعلهم غير قادرين على تحمل وزنهم. في مثل هذه الحالات، يُنصح بإجراء تقييم طبي شامل لتحديد سبب هذا الضعف واتخاذ الإجراءات المناسبة لدعم نمو الطفل.
  3. عدم التنسيق العصبي: بعض الأطفال يعانون من مشكلات في التنسيق بين المخ والعضلات، مما يؤخر تطورهم الحركي. قد يتطلب هذا الأمر علاجًا طبيعيًا لتحفيز التناسق العصبي العضلي لدى الطفل.

فيتامين “د” والتعرض للشمس:

إذا لاحظت الأم تأخرًا في نمو الطفل الحركي، فإن إحدى النصائح البسيطة التي يمكن اتباعها هي تعريض الطفل لأشعة الشمس بشكل يومي. أشعة الشمس تساعد على إنتاج فيتامين “د” الذي يلعب دورًا أساسيًا في تقوية العظام والعضلات. إلى جانب التعرض للشمس، يمكن استشارة الطبيب بشأن إعطاء مكملات فيتامين “د” للطفل إذا كان هناك حاجة لذلك.

كيف يمكن مساعدة الطفل على تحمل وزنه؟

يمكن أن تلعب الأمهات دورًا كبيرًا في مساعدة الطفل على تعلم الوقوف وتحمل وزنه بشكل أسرع. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تشجيع الطفل على الوقوف والمشي:

1. توفير بيئة آمنة:

يجب أن يكون المنزل آمنًا للأطفال الذين بدأوا في محاولة الوقوف. من الضروري التأكد من أن الأثاث ثابت ولا يمكن أن يتسبب في سقوط الطفل. كذلك، يُنصح بإزالة الأشياء الحادة أو الخطيرة من المناطق التي يلعب فيها الطفل.

2. تشجيع الطفل على الإمساك بالأشياء:

عندما يبدأ الطفل في محاولة الوقوف، يمكنك وضع الألعاب التي يفضلها على ارتفاع أعلى قليلًا من متناوله. هذه الطريقة ستشجعه على الوقوف ومحاولة الوصول إلى تلك الألعاب.

3. تمرينات القفز:

إحدى الطرق الممتعة التي تساعد الطفل على تقوية عضلات ساقيه هي القفز. يمكن للأم أو الأب الإمساك بيد الطفل وتشجيعه على القفز للأعلى وللأسفل. هذا التمرين ليس فقط ممتعًا، لكنه أيضًا يساعد في تقوية عضلات الطفل ويعزز ثقته في الوقوف.

4. جلسات المشي اليومية:

تنظيم جلسات مشي قصيرة داخل المنزل أو في الحديقة يمكن أن يساعد في تحفيز الطفل على المشي. يمكن وضع وسائد أو حواجز صغيرة على طول المسار ليتمكن الطفل من التنقل بينها، وهذا يشجعه على محاولة الوقوف والتحرك بمفرده.

5. تشجيع الطفل على الحركة المستمرة:

عندما يظهر الطفل استعدادًا للمشي أو الوقوف، يجب على الوالدين تشجيعه بشكل مستمر. وضع الألعاب أو الأشياء التي يحبها الطفل على مسافة قريبة منه وتشجيعه على الوصول إليها سيزيد من حماسه ورغبته في التحرك.

6. الاستعانة بأخصائي العلاج الطبيعي:

في حال وجود تأخر ملحوظ في تطور الطفل الحركي، قد يكون من المفيد استشارة أخصائي علاج طبيعي لتقديم الإرشادات والتمارين المناسبة التي تساعد الطفل على تقوية عضلاته وتطوير مهاراته الحركية.

متى يبدأ الطفل في محاولة المشي؟

بعد أن يتمكن الطفل من تحمل وزنه على رجليه والوقوف بمفرده، يبدأ في محاولة أخذ خطواته الأولى. هذا قد يحدث عادة بين عمر 9 إلى 12 شهرًا، ولكن كما ذكرنا سابقًا، يختلف هذا التوقيت من طفل لآخر. قد يحتاج بعض الأطفال إلى مزيد من الوقت حتى يشعروا بالثقة الكافية للبدء في المشي.

من المهم أن تتجنب الأسرة الضغط على الطفل ليبدأ في المشي قبل أن يكون مستعدًا تمامًا لذلك. الضغط قد يسبب إحباطًا للطفل ويؤثر سلبًا على تطوره. الأفضل هو تشجيع الطفل بلطف وإعطائه الوقت اللازم لتطوير مهاراته الحركية.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى